الذي في «الصَّحيح» (^١) ومن قول عائشة ﵂: «أوَّل ما بُدئ به رسول الله ﵌ من الوَحْي الرُّؤيا الصَّالحة في النَّوم، فكان لا يرى رُؤيا إلَّا جاءت مثل فَلَق الصُّبح، ثم حُبِّب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حِراء، فيَتَحنَّث فيه ــ وهو التعبُّد ــ اللَّيالي ذوات العَدَد، قبل أن ينزِعَ إلى أهله، ويتزوَّد لذلك، ثم يرجع إلى خديجة، فيتزوَّد لمثلها، حتى جاءه الحق وهو في غار حِراء».
فلم تُعَيِّن اللَّيالي ولا عِدَّتها.
ولكن في «سيرة ابن هشام» (^٢): «.. قال: ابن إسحاق: وحدَّثني وهب بن كيسان مولى آل الزبير قال: سمعتُ عبد الله بن الزبير وهو يقول لعُبَيد بن عمير بن قتادة اللَّيثي: حدِّثْنا يا عُبَيد كيف كان بُدُوُّ ما ابتدئ به رسول الله ﵌ من النبوَّة حين جاءه جبريل ﵇؟
قال: فقال عُبيد: «.... كان رسول الله ﵌ يجاور في حِراء من كل سنةٍ شهرًا، وكان ذلك ممَّا تحنَّثُ به قريش في الجاهليَّة. والتحنُّث: التبرُّر.
قال ابن إسحاق: فقال أبو طالب:
وثور ومَن أرْسَى ثبيرًا مكانَه ... وراقٍ لِيَرقى في حِراء ونازل
قال عُبيد: فكان رسولُ الله ﵌ يجاور ذلك الشهر من كل سنةٍ، يُطْعِم من جاءه من المساكين ...