يجب التفكير في إدخال تعليم لغتين في كلية الآداب؛ اللغة الأولى هي اليونانية لأهميتها لدارسي التاريخ والأدب والحضارة العالمية، والثانية هي اللغة القبطية لأهميتها لدارسي التاريخ والأدب والحضارة المصرية.
ثانيا:
يجب التفكير في تنظيم الإرساليات للطلاب المتفوقين إلى الخارج، إلى كل بلد يوجد فيه الأساتذة الممتازون في فروع العلم المختلفة.
ثالثا:
لا بد للجامعة من أن تشارك عن طريق أساتذتها في المؤتمرات وحلقات الدراسة العالمية، لا ليستفيدوا منها فقط بل ليفيدوا أيضا بمساهمتهم العلمية في ميادين دراستهم ...
ويقدم التقرير إلى اللجنة لتبدي فيه رأيا ترفعه إلى المسئولين في الجامعة.
وفي صيف عام 1923 تنتدب الجامعة طه حسين للمشاركة في مؤتمر التاريخ في بروكسل، ويلقي طه حسين بحثا في المؤتمر يتحدث عنه بقية الأعضاء في حفل الاستقبال الذي تقيمه لهم ملكة بلجيكا الملكة إليزابيث، لقد قدم الأستاذ المصري طه حسين إلى المؤتمر بحثا عن معاهدة أبرمت بين السلطان قلاوون وبين ابن جليم الثاني ملك أراجون من ملوك إسبانيا المسيحية.
2
أخرج طه حسين نص المعاهدة العربي سليما بعد دراسة نصها الإسباني «اللاتيني» الموجود في المكتبة الأهلية في باريس، وكان كتاب صبح الأعشى «قد سجل لها نصا عربيا مشوها وفيه اضطراب كثير وضروب من التحريف غريبة»، وكان على طه حسين تقويم الاضطراب والتحريف، كما كان عليه إثبات أن هذا النص صحيح من الوجهة التاريخية، وأن هناك معاهدة عقدت حقا بين مصر وإسبانيا المسيحية في زمن قلاوون، وقد فعل ذلك كله وتحقق منه ثم قدم بحثه الممتاز إلى المؤتمر.
إن أعضاء المؤتمر - وهم نحو الألف من مختلف قارات العالم - يتحدثون بمناسبة هذه البحث عن مركز مصر الدولي الممتاز في القرن الثالث عشر الميلادي وعن قلاوون سلطان مصر. يقول أحد أعضاء المؤتمر: «إن قلاوون أجلى الصليبيين بجيشه المصري عن طرابلس الشام وعن اللاذقية، وكان يعد العدة للهجوم على عكا عندما مات فجأة»،
Unknown page