وفي القاعة الخارجية للمستشفى يتجمع عدد كبير من الأطباء والأصدقاء والأساتذة والطلبة وهم ينتظرون في سكون، يحاولون إخفاء قلقهم على المريض العزيز.
ويخرج الدكتور البنهاوي مساعد «أوليفا كورونا» في العملية ويطمئن الموجودين.
يقول الدكتور البنهاوي: «الدكتور العميد نقل لغرفة الإنعاش، وكل شيء سار كما كنا نرجو أن يسير، والحمد لله.»
وفي الداخل أمينة ومؤنس مع أمهما وهي متوترة الأعصاب، وابنتها تقول لها: «يا أمي إن أهل شمال أوروبا، ومنهم السويديون، لا يعرفون التلطف في ذكر الحقائق، كل ما قاله هو أننا يجب أن نعرف أن بين الاحتمالات ...»
وتقاطعها أمها تقول: «لقد قال إنه من المحتمل ألا يستطيع السير أبدا.»
ويقول مؤنس: «لماذا لا تتذكرين أيضا أنه قال إن العملية نجحت، وإن المرض قد أوقف تقدمه، وإن من المرجو أن يستعيد أبي قدرته على السير قبل مرور زمن طويل.»
وترد السيدة سوزان: «لأن ما قاله مخيف، مخيف!»
وتقول أمينة: «الطبيب هو الله، وما أظن إلا أنه سيشمل برحمته رجلا يحبه وهو طه حسين.» •••
في صالون في فيلا رامتان عام 1962، الأستاذ عبد الرحمن بدوي مدرس الفلسفة في كلية الآداب بجامعة القاهرة يقدم لطه حسين كتابا عنوانه «إلى طه حسين في عيد ميلاده السبعين»، معتذرا عن تأخر إعداده وطبعه، ويقرأ عليه بصوت عال مقدمة الكتاب:
إلى العلم الشامخ في الأدب المعاصر
Unknown page