ويقول طه حسين: «المهم الآن حجز التذاكر بالطيارة للمدينة المنورة.» •••
في القاهرة بعد العودة من المملكة العربية السعودية وفي منزل طه حسين بالزمالك، يجلس الأستاذ كامل الشناوي مع العميد في مكتبه، وهو يسأل: «هل زرتم الأماكن المقدسة مرتين؟»
الدكتور طه حسين يقول: «لا، مرة واحدة، وكنت في هذه المرة الواحدة مع الناس ومع نفسي في وقت واحد .»
ويقول كامل الشناوي: «هذا كلام يحتاج إلى إيضاح.»
ويرد طه حسين: «إليك الإيضاح: لقد جرت العادة عندما يصل المرء إلى الكعبة أو المسجد الحرام أن تتسلمه طائفة من أناس يسمون في مكة بالمطوفين، أي الذين يقومون بإجراءات الطواف بالكعبة، ويسمون في المدينة بالمزورين، أي الذين يقومون بإجراءات الزيارة لقبر الرسول عليه الصلاة والسلام.»
ويقول كامل الشناوي «مقاطعا»: «علمت أنكم سافرتم للمدينة المنورة في طائرة صغيرة خطرة مع أنكم لا تركبون الطائرات أبدا، وسبق أن رفضتم دعوات هامة جدا لأمريكا ولروسيا والهند ... لأن تلبيتها كانت تستلزم ركوب الطيارة، ولم تلبوا حتى دعوات ابنتكم وصهركم لزيارتهما وهما في أي منصب في السلك الدبلوماسي في أي بلد لهذا السبب.»
ويقول له طه حسين: «لم يكن من الممكن أن أتخلف عن هذه الزيارة، ولم تكن هناك طريقة أخرى غير الطيارة، كنت أحس أنه لا بد لي من زيارتها، لولا خوف الغرور لقلت إنها كانت دعوة من خارج نفسي ... دعوة آمرة!»
ويستفهم كامل الشناوي: «دعوة آمرة؟!»
ويقول طه حسين: «دعوة آمرة لا بد أن تلبى.»
ويقول كامل الشناوي بعد سكوت: «نعود إلى المطوفين والمزورين.»
Unknown page