133

وفي مصر في ساحة الجامعة في الجيزة طالب يقول: «هذا نتيجة إنهاك العميد لنفسه وعدم مبالاته بالتعب، لقد سافر إلى مدينته نيس في فرنسا وانتهت زيارته هناك بإنشاء كرسي مصر لدراسات البحر الأبيض، وإلى روما حيث منح درجة الدكتوراه الفخرية، وحيث شارك في أعمال أكاديمية عالمية جديدة مثل مؤسسة نوبل تقريبا اسمها أكاديمية لينشي وقع عليه الاختيار ليكون أحد محافظيها، وإلى أثينا فاستقبله الملك والملكة هو وسفيرنا الأستاذ عدلي أندراوس استقبالا رائعا وانتهت الزيارة بإنشاء كرسي لتدريس اللغة العربية في اليونان، وسافر إلى مدريد حيث افتتح المعهد المصري للدراسات الإسلامية في ذلك البلد ذي الصلة الوثيقة بالإسلام والعرب، الذين عاشوا فيه مئات السنين ، وقد اشترك في الاحتفال أحد العلماء الإسبان البارزين وهو جارسيا جوميز الذي كان تلميذا لطه حسين، فتحدث عن فضل وزيرنا على العلم والعلماء في مصر وفي إسبانيا أيضا.» •••

وفي القاهرة، في كلية الآداب، يقول طالب من طلاب قسم التاريخ لزميل له: «أستاذنا شفيق غربال ألقى أمس محاضرة هامة عن كتاب «الحضارة العربية بإسبانيا» تأليف ليفي بروفنسال.»

ويرد زميله: «نعم عرفت، ومن حسن الحظ أن الأستاذ شفيق غربال بعد أن أصبح وكيلا لوزارة المعارف، لا يزال يبحث ويقرأ ويحاضر أيضا!»

ويقول الطالب الأول: «المحاضرة كانت ضمن سلسلة اسمها «حديث الكتب الجديدة»، المقصود منها تعريف المشتغلين بالتعليم بما يظهر من الكتب الهامة، وشفيق غربال انتهز مناسبة سفر الوزير طه حسين إلى مدريد لافتتاح المعهد المصري هناك فاختار هذا الكتاب ليحاضر عنه، وقد تعرض الكتاب لمسائل منها مسألة تأثير فتح العرب لإسبانيا على حضارة البحر الأبيض المتوسط، واستشهد بعبارات للكاتب الإسباني كلوديو سانشيز ألبورنز، الذي كان مديرا لجامعة مدريد ثم وزيرا لخارجية إسبانيا، قال فيها: «إن للإسباني أن يفتخر بما لإسبانيا الإسلامية من تأثير على حضارة أوروبا الغربية؛ لأن إسبانيا الإسلامية كانت من أهم أسباب نهضة أوروبا الحديثة.» ويقول زميله: لا شك أن في مثل هذا الحديث العلمي خير دعاية لنا نحن العرب.»

ويقول طالب آخر: «لقد سمعت أن طه حسين يعمل لإنشاء معهد مصري في الجزائر أيضا.»

ويرد الأول: «لقد سمعت أن هناك وزراء حاليين ينتقدون فتح المعاهد الثقافية المصرية في خارج البلاد.» •••

وينعقد مجلس الوزراء ذات يوم وينصرف الوزراء بعد الاجتماع، ويلزم الدكتور طه حسين منزله في اليوم التالي ليملي على سكرتيره خطابا إلى رئيس الوزراء يقول فيه:

حضرة صاحب المقام الرفيع رئيس مجلس الوزراء

1

أتشرف بأن أرسل إلى مقامكم الرفيع استقالتي من الوزارة بعد الدرس القيم الذي سمعته أمس من أحد الزملاء الوزراء، الذي علمني التواضع وأقنعني بأني لا أصلح للوزارة لأني أحسن القشور من إنشاء المعاهد التي لا تغني.

Unknown page