الأستاذ الشاب يدرس النظم السياسية القديمة لطلابه، وهو لا يكتفي بالتاريخ السياسي والدستوري بل يهتم كذلك بالتاريخ الثقافي،
5
فهو يعرف طلابه بما أنتجه اليونان للمسرح من روائع، يعرفهم بمسرح سوفوكليس وإيسكولوس، ويوضح لهم أن المسرح اليوناني لم يكن مسرح تسلية فارغة وإنما كان مسرح فكر، له خطره الأدبي والاجتماعي والسياسي أيضا، ويتوقف بهم عند فقرة في قصة «أنتيجون» التي ألفها سوفوكليس، يتحدث فيها عن طبيعة الإنسان، ويترجم لهم منها هذه الأبيات:
لقد ملئ العالم بالمعجزات
ولكن لا أشد إعجازا من الإنسان
هو الذي يستعين بالهواء العاصف على أن يطير ... بعد أن اتخذ للسفن أجنحة
فيعبر البحر المتلاطم وهو يبيض من حوله
هو الذي يستخدم الخيل والمحراث ليمزق في كل سنة جوف الأرض
هو الإنسان
يوقع في ثنايا شباكه أنواع الطير الهوج، وأنواع الحيوان المفترس، وبنات البحر
Unknown page