110

ويرد: «بكل تأكيد، وعلى فكرة ألا تريدين استكمال دراستك في الخارج بعد أن يفتح الطريق لأوروبا؟»

وترد أمينة: «بل أبقى هنا في بلدنا، إلى جوارك، وأين في الخارج أستاذ مثلك؟»

وتعود المواصلات مع أوروبا بعد شهور، ويستعد مؤنس للسفر مع والدته إلى فرنسا فقد قبل طالبا في مدرسة النورمال، إحدى المدارس العليا الكبيرة في فرنسا.

والسيدة سوزان لا تكاد تصدق أن الحرب قد انتهت، وأنها انتهت بهزيمة النازية، وأنها سترى باريس حرة.

تتردد في السفر وترك زوجها في القاهرة، ولكنه يقول لها: «لقد سافرت وتركتني من قبل، على أنك في هذه المرة لا تتركيني وحدي، أنت تتركيني مع أمينة، وستعتني بي وأعتني بها، وسنأكل معا كل الحلاوة الطحينية التي في مصر!»

ويحل يوم عيد ميلاد طه حسين السادس والخمسين في الرابعة عشر من نوفمبر 1945، ويزوره الشيخ مصطفى عبد الرازق، المرشح شيخا للأزهر الشريف، فيستبقيه للعشاء. ويجلس الثلاثة إلى مائدة زينتها أمينة في مناسبة عيد ميلاد أبيها.

ويقول طه حسين أثناء تناول العشاء: «هل تذكر أنني كنت أريد أن أصدر مجلة أدبية مع أخيك الشيخ علي؟»

ويرد مصطفى عبد الرازق: «نعم، وكنتم فكرتم في كل شيء وأعددتم لها كل شيء، كل شيء إلا المسائل التافهة مثل الإدارة والمطبعة والورق والتوزيع!»

طه حسين :

لقد استطعت أنت أن تثنينا، أنا وعلي، عن المشروع في ذلك الوقت، وذلك بإثارتك تلك المسائل التافهة.

Unknown page