108

وتدخل السيدة سوزان مبتسمة، فيعرف الحاضرون أن الوقت قد حان للانصراف ويستأذنون مودعين.

وتسأل سوزان: «ماذا كان يقول عن أزمة وزارية؟»

ويرد طه حسين: «إن الملك مصمم على إسقاط الوزارة، والنحاس باشا يرفض أن يستقيل.»

وتسأل: «وماذا يفعل الملك؟»

ويرد طه حسين: «يصدر مرسوما بإقالة الوزارة.»

وتسأل سوزان: «يقيل الوزارة؟ تترك وزارة المعارف إذن؟»

ويرد طه: «طبعا، على أنني سعيد لأنني أتممت بعض ما أريد؛ إن جامعة الإسكندرية قد أنشئت، وسوف تقوم بعدها جامعات أخرى في القاهرة وفي الأقاليم. وفي مراقبة الثقافة، أتممنا أعمالا لا بأس بها، وفي الوزارة خطونا خطوة هامة نحو تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص أمام كل الطبقات بتقرير المجانية في أهم مراحل التعليم.»

وتسأل سوزان: «وجامعة الإسكندرية تتركها أيضا؟» ويجيب: «بالتأكيد، ولكنك تعلمين أنني كنت قد طلبت تعيين مدير متفرغ لها منذ أول هذا الصيف.»

ويسكت طه برهة ثم يقول: «إن الملك يقول إن طه حسين يريد أن ينشر التعليم لتحقيق غرض خبيث وهو زعزعة النظام الاجتماعي الحاضر.»

وتقول سوزان: «هذا كلام فارغ.»

Unknown page