فجاذبه ذلك الرجل، فصاح ابن زياد: خذوه: فجروه حتى القوة في بيت من بيوت الدار وأغلقوا عليه بابه، فقال: اجعلوا عليه حرسا ففعل ذلك به فقام أسماء بن خارجة إلى عبيد الله بن زياد وقيل إن القائم حسان بن أسماء. فقال أرسل غدر سائر القوم أيها الأمير أمرتنا أن نجيئك بالرجل حتى إذا جئناك به هشمت وجهه وسيلت دماء على لحيته وزعمت إنك تقتله فغضب ابن زياد، وقال: وأنت ها هنا ثم أمر به فضرب حتى ترك وقيد وحبس في ناحية من القصر. فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، إلى نفسي أنعاك يا هاني.
قال الراوي: وبلغ عمرو بن الحجاج أن هانيا قد قتل وكانت رويحة بنت عمرو هذا تحت هاني بن عروة فأقبل عمرو في مذحج كافة حتى أحاط بالقصر ونادى عمرو بن الحجاج وهذه فرسان مذحج ووجوهها لم نخلع طاعة ولم نفارق جماعة وقد بلغنا أن صاحبنا هانيا قد قتل، فعلم عبيد الله باجتماعهم وكلامهم فأمر شريحا القاضي أن يدخل على هاني فيشاهده، ويخبر قومه بسلامته من القتل ففعل ذلك وأخبر هم فرضوا بقوله وانصرفوا.
قال وبلغ الخبر إلى مسلم بن عقيل فخرج بمن
Page 33