Lughz Cishtar
لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
Genres
4-4
نجد عشتار جالسة كجلستها في الشكل البابلي، وراءها شجرة تنوء بثمارها التي تمتد إليها يد فتاة بالقطاف، وفي يدها غصن من الخشخاش، وأمامها عدد من الكاهنات في أيديهن تقدمات من أغصان مورقة ومزهرة. وفي وسط الشكل، الفأس المزدوج رمز الرعد والبرق والصاعقة، وفي أعلاه حزام المجرة والقمر والشمس.
شكل 4-3: عشار والشجرة وابنهما تموز - ختم بابلي.
وقد عبدت الأم الكبرى في جزيرة العرب مجسدة بالشجرة. يحدثنا ابن هشام في روايته للسيرة النبوية أن عرب نجران كانوا يعبدون نخلة طويلة يأتونها كل سنة في يوم معين، فيعلقون عليها الثياب والحلي النسائية ويعكفون عليها طيلة يومهم. وأن أهل قريش كل لهم شجرة عظيمة خضراء يقال لها ذات أنواط، يأتونها كل سنة، فيعلقون عليها أسلحتهم ويعكفون عليها يوما. وفي رواية عن ابن الحارث بن مالك الليثي: «خرجنا مع الرسول إلى حنين ونحن حديثو العهد بالجاهلية: فرأينا ونحن نسير معه سدرة خضراء عظيمة، فتنادينا من جنبات الطريق: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال الرسول: الله أكبر! قلتم كما قال قوم موسى لموسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة.»
7
وقد رأينا في الفصل السابق كيف عبد العرب أيضا إلهتهم العزى مجسدة في ثلاث شجرات، وهي العزى التي أهداها الرسول (ص) شاة عفراء عندما كان على دين قومه، وفق بعض أخبار السيرة.
شكل 4-4: الأم الكبرى والشجرة - نقش من ميسينا.
وكان جذع الشجرة لدى الكنعانيين ينصب في محراب الأم الكبرى عستارت أو «عشتاروت»، وتقدم له فروض العبادة باعتباره تجسيدا لإلهة الطبيعة. كما كانوا يقيمون طقوسا خاصة تحت الأشجار الخضراء في المرتفعات. وقد ورد ذكر هذا الجذع في كتاب التوراة في معرض الحديث عن الصراع بين الديانة العشتارية الكنعانية والديانة اليهودية، وأطلق مؤلفو التوراة عليه اسم السارية، وجمعها سواري، وقد سار العبرانيون على خطى الكنعانيين في عبادة عشتار وشجرتها، وكان كثير من السامرة ويهوذا على دين السوريين: «كان آحاز ابن عشرين سنة عندما ملك، وملك ست عشرة سنة في أورشليم، ولم يفعل المستقيم في عيني الرب كداود أبيه، بل سار في طريق ملوك إسرائيل، وعمل أيضا تماثيل مسبوكة للبعليم (الإله بعل) وذبح وأوقد على المرتفعات وتحت كل شجرة خضراء.»
8 «وكان منسي ابن اثنتي عشرة سنة حين ملك، وملك خمسا وخمسين سنة في أورشليم، وعمل الشر في عيني الرب. وعاد فبنى المرتفعات التي هدمها حزقيا أبوه وأقام مذابح للبعليم وعمل سواري.»
9 «وعمل آخاب سواري، وزاد آخاب في العمل لإغاظة الرب إله إسرائيل أكثر من جميع الملوك الذين قبله.»
Unknown page