Lughz Cishtar
لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
Genres
49
ومنها كلمة الناعمة، التي تعني الروضة أو الحديقة.
50
وبذلك يكون اسم أو لقب النعمان الذي لقب به أدونيس مقابلا للقب «الأخضر»، وهو اللقب المميز للإله الابن.
تظهر شخصية أدونيس، على وجه الخصوص، ذلك الجانب الأنثوي من شخصية الإله الابن؛ فهو الشق الذكري للأم الكبرى، وجزؤها الذي لم يستقل عنها، بل بقي مرآة لصفاتها وخصائصها. فأدونيس هو أفروديت المذكرة، وأفروديت هي أدونيس المؤنث. إن كل النصوص المتعلقة بهذا الإله، وكل الأعمال التشكيلية لتؤكد على هذا الجانب. فهو الإله الجميل الرقيق، الغض الناعم. وفي الرسوم التي تمثله يؤكد الفنانون على ليونة جسد الأنثى ويستبعدون التفاصيل الحادة لجسد الذكر. ولعل بعض تماثيله القديمة التي لم تصلنا والتي نفترض أنها تجمع في تركيب واحد بين أعضاء الذكورة والأنوثة، هي الباعث على ظهور أسطورة تبريرية لاحقة في الميثولوجيا الإغريقية، هي أسطورة الإله «هرمافروديت» ابن أفروديت من الإله هرمس، الذي يجمع في جسده خصائص الجنسين معا، والذي يتألف اسمه من مقطعين مندمجين الأول «هرم» المأخوذ من هرمس، والثاني: من اسم أمه ذاتها. فالإله هرمس هو إله القضيب، وكان في بعض مراحله يمثل على هيئة قضيب فقط.
51
أما أفروديت فإن لاسمها جذورا تعود إلى السومريين، وهو يعني الرحم الخصب: آ-بورو-داتي.
52
هكذا فهرمافروديت ليس إلا القضيب-الفرج، وهو الإله الابن ذاته، وليست أسطورته التي سنرويها فيما يأتي إلا صياغة أدبية لأفكار وتصورات قديمة، ألقي أمامها ستار كثيف من الرموز؛ فقد أنجبت أفروديت ابنها من هرمس وعهدت به عقب ولادته مباشرة إلى حوريات جبل إيدا في كريت، اللواتي ربينه في الأحراش الجبلية، فنشأ فتى بريا لا يجد متعة إلا في الصيد والقنص ومطاردة الوحوش في الغابات. وفي أحد الأيام أتى بحيرة صافية ونضى عنه ثيابه فاستحم فيها، فرأته حورية البحيرة «سلماسيس» وبهرها جماله الفتان فوقعت في حبه. ولما راودته عن نفسه، انتهرها الشاب الخجول وأعرض عنها محاولا إبعادها عنه. وهنا صاحت الحورية بصوت عال: «عبثا تحاول مني فككا ... أيتها الآلهة جمعاء، أدعو إليكم ألا تتركوا شيئا يفرق بيني وبينه.» وللحال، استجيبت دعوة الحورية، فالتصق الجسدان ببعضهما إلى الأبد، وامتزجت خصائصهما الذكرية والأنثوية، وتحول هرمافروديت إلى مخلوق ثنائي الجنس.
53
Unknown page