Lughz Cishtar
لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
Genres
شكل 7-3: عشتار المزدوجة - شتال حيوك 6000ق.م.
وفي بعض هذه الأساطير تزدوج الأم القمرية نفسها متحولة إلى إلهين؛ إله الخير والحياة، وإله الشر والموت،
31
وهذا يذكرنا بصراع بعل وموت في الأسطورة السورية، وأوزوريس وأخيه سيت في الأسطورة المصرية، وأهورا مازادا ونقيضه أهريمان في الأسطورة الفارسية الزرادشتية. كما تلقي هذه الأساطير ضوءا على ظهور فكرة الشيطان لدى كثير من الديانات. فصورة الإله الأسود قد بدأت تزداد قتامة وتنفصل عن صورة الإله الأبيض، حتى زالت عنها صفة الألوهة متحولة إلى نقيضها؛ ذلك أن التركيز المتزايد على الوجه المضيء للقوة الإلهية واستبعاد وجهها الأسود، قد أدى بالضرورة إلى ظهور الشيطان مرافقا للرحمن، وقام كل إله أبيض بابتكار شيطانه الأسود، فحمله شرور العالم. ففي التقليد المسيحي (والإسلامي أيضا مع اختلاف في التفاصيل) كان الشيطان من الملائكة المقربين الذين يعكسون مجد الله وعظمته، قبل أن تحل عليه اللعنة ويهبط من السماء إلى عالم الظلمات، ومعه آلاف الملائكة الذين وقفوا في صفه وتحولوا إلى شياطين. وكان اسم الشيطان قبل الهبوط «لوسيفر» الذي يعني «حامل الضياء».
32
وفي خرافة هنغارية تعتمد تقاليد أسطورة موغلة في القدم أن الإله كان يتمشى وحيدا في أحد الأيام عندما رأى ظله يتبعه، فالتفت إليه قائلا: قم إلي أيها الصديق. فنهض الشيطان من ظل الإله وتقدم طالبا أن يقسم العالم فيما بينهما، فيأخذ إليه الأرض ويترك السماء للإله. فكان أن وافق الاثنان على تلك القسمة ووقعا اتفاقا بذلك.
33
وهذه الفكرة تتكرر في أسطورة من أواسط آسيا تقول: إن الإله كان يجلس وحيدا على صخرة عندما حدث نفسه قائلا: لو كان عندي أخ لتعاونت معه على خلق العالم. وما إن أنهى كلامه حتى بصق على وجه البحر، ومن بصاقه ظهر جبل من وسط الماء، فقام إليه وشقه بسيف فخرج منه الشيطان الذي تقدم من الإله قائلا: يجب أن نصبح أخوين. فقال الإله: لا بل سنكون رفيقين. وهنا شرعا معا في خلق العالم.
34
رغم تشظي صورة الأم الكبرى للعصر النيوليتي، وتحول أسمائها وصفاتها إلى ذوات منفصلة ظاهريا متطابقة باطنيا، فإن كل اسم من أسمائها، وكل تجل من تجلياتها قد حافظ على خصائص وجهها الأسود. فعشتار البابلية
Unknown page