106
بسم الله الرحمن الرحيم ومِن سورةِ النُّورِ * ﴿لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ﴾، «لَوْلَا» و«لَوْمَا» لغتان، على مذهبين: أحدُهما: استفهامٌ يَلِي «فَعَلَ يَفْعَلُ» والاسمَ والصفةَ وما شِئتَ، كقولِ اللهِ ﷿: ﴿لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ﴾، وقولِه: ﴿فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا﴾، و﴿فَلَوْلَا إِنْ كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ﴾، هذه -واللهُ أعلمُ- بمنزلةِ «هَلَّا»، وهي في كلامِ العربِ كثيرةٌ، و«لَوْمَا» في مثلِ معناها، قال اللهُ ﷿: ﴿لَوْمَا تَاتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ﴾، وهي بمنزلةِ «هَلَّا»، واللهُ أعلمُ. والمعنى الآخَرُ: أن تكونَ رافعةً للاسمِ وتَلِيه، ولا تَلِي «فَعَلَ يَفْعَلُ» ولا صفةً، من ذلك: قولُ اللهِ ﷿: ﴿لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ﴾، و«لَوْمَا» في هذا المعنى. أَنْشَدَنِي بعضُ بني أَسَدٍ: لَوْمَا هَوَى عِرْسِ كُميْتٍ لَمْ أُبَلْ عَلَى كُميْتِ (١) ابْنِ أُنَيْفٍ مَا فَعَلْ يقالُ: ما أُبَالِيك، وما أُبَالِي منك، وما أُبَالِي عليك، وما أُبَالِي (٢) بك. * ﴿إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ﴾، وكانت عَائِشَةُ تقرأُ: ﴿إِذْ تَلِقُونَهُ﴾، من وَلَقْتُ،

(١) في النسخة: «كُمِيْتِ» على الإمالة. (٢) في النسخة: «وَمَا بَالِيْ».

1 / 106