Lugha Din Taqlid
اللغة والدين والتقاليد في حياة الاستقلال
Genres
ومن كل ما سلف نعرف أننا نعاني أزمة من أزمات التقاليد، هي مسألة الأزياء.
فما أنتم صانعون يا رجال العصر الحديث؟
حدثوني ماذا تصنعون؟ أتحاربون توحيد الأزياء، فتنهزمون كما انهزمتم يوم ثورة دار العلوم؟ أم تصطنعون الرفق فتتركون التطور يأخذ مجراه وتنجون من الاصطدام بصخرة التمدن الحديث؟
أحب أن أعرف ما أنتم صانعون، فإن الحياة حركة، والويل كل الويل للواقفين!
42
ما لنا نبعد عن قصد السبيل؟ نحن نتكلم عن العادات باعتبارها من مقومات الاستقلال، فلنعترف أولا بخطر التطور، ثم لنجزم بأن المنفعة القومية تأبى مقاومة ما ليس منه بد، فلم يبق إلا أن نبذل ما نستطيع في رعاية التطور بحكمة وعقل، فلا نقاومه ولا نشجعه، ولا ننهي عنه ولا ندعو إليه، وإنما نترك الأمة تتقبل وحي العصر في رفق ولين، فتأخذ ما يزيدها حيوية، وتصدف عما يفل من قيمتها الذاتية ... وهل كانت العمائم التي يلبسها الأزهريون عربية؟ إنها قبطية، ولكنهم لا يعلمون!
ونحن بهذا الحياد نضمن للأمة سلامة تنفعها في المعاش، فلا نبدد قواها فيما لا يفيد.
واسمحوا لي أن أنص بصراحة على أن التمسك بالتقاليد القديمة من سمات الضعف، ولا يتغنى بالقديم ويحرص عليه بلا تعقل غير الضعفاء.
فأقبلوا على تقاليد العصر الحاضر بلا خوف، إلا أن يكون فيها ما ينافي الأدب الحق والدين الصحيح.
ولكن احذروا الوقوع فيما يقع فيه المتطرفون، فإنكم أضعف من أن تحتملوا ما وقع بالأمم العاتية التي ثارت ثورة عنيفة على مأثور التقاليد، وهل تحتملون ما احتملت الأمة الروسية والأمة التركية؟
Unknown page