Lugha Din Taqlid
اللغة والدين والتقاليد في حياة الاستقلال
Genres
وليس هناك تعليل معقول غير اختلاف الأزياء، ولو صارت الأزياء إلى أنماط موحدة لما كان هناك ما يوجب الشعور بالوحشة من انضمام الأزهريين إلى صفوف اللاعبين.
وقد سمعت أن تركيا لا تبيح لرجال الدين أن يلبسوا الملابس الإفرنجية، أو هي لا تبيح الملابس الشرقية لغير رجال الدين.
وهذه فيما أعتقد تقاليد نصرانية؛ لأن النصرانية تعترف بهيئة الكهنوت، أما الإسلام فلا يعرف ما يسمى بالطائفة الدينية، كما بين سعادة الأستاذ لطفي السيد باشا في مقال نشره في «الجريدة» منذ أكثر من ربع قرن.
فما الذي يفرض علينا أن نعتبر الأزياء الشرقية أزياء دينية؟
وما الذي يوجب أن يظل الأزهريون محبوسين في ملابس يحاربها التمدن الحديث!
وما الذي يمنع من توحيد الأزياء في هذه البلاد ليكون ذلك تمهيدا لتوحيد التقاليد؟
لقد ظهرت طلائع الثورة على الأزياء الشرقية منذ عشرين سنة، فلبس الملابس الإفرنجية مشايخ مشهورون جدا، أذكر منهم طه حسين، وعلي عبد الرازق، وأحمد أمين، وأذكر منهم صديقنا الشيخ زكي مبارك الذي لا أتصور اليوم كيف كان يلبس الجبة والقفطان!
ومنذ عشر سنين قامت ثورة في دار العلوم حار في قهرها رجال المعارف، وانتهت باصطناع أساتذة اللغة العربية الملابس الإفرنجية.
ومنذ سنتين فكر معلمو المدارس الإلزامية في هجر الملابس الشرقية، فقاومهم وزير المعارف الأسبق معالي الأستاذ حلمي عيسى باشا.
ومنذ تسع سنين فكر طلبة الجامعة المصرية في لبس القبعات، فقاومهم سمو الأمير عمر طوسن، والمغفور له سعد باشا زغلول.
Unknown page