Lubab Nuqul
لباب النقول في أسباب النزول
Publisher
دار الكتب العلمية بيروت
Publisher Location
لبنان
أنتم منتهون قالوا انتهينا ربنا فقال الناس يا رسول الله قتلوا في سبيل الله وماتوا على فراشهم وكانوا يشربون الخمر ويأكلون الميسر وقد جعله الله رجسا من عمل الشيطان فأنزل الله ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إلى آخر الآية وروى النسائي والبيهقي عن ابن عباس قال إنما نزل تحريم الخمر في قبيلتين من قبائل الأنصار شربوا فلما أن ثمل القوم عبث بعضهم ببعض فلما صحوا جعل الرجل يرى الأثر في وجهه ورأسه ولحيته فيقول صنع بي هذا أخي فلان وكانوا أخوة ليس في قلوبهم ضغائن
فيقول والله لو كان بي رؤوفا رحيما ما صنع بي هذا حتى وقعت الضغائن في قلوبهم فأنزل الله هذه الآية يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر الآية فقال ناس من المتكفلين هي رجس وهي في بطن فلان وقد قتل يوم أحد فأنزل الله ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات الآية قوله تعالى قل لا يستوي الآية أخرج الواحدي والأصبهاني في الترغيب عن جابر أن النبي ﷺ ذكر تحريم الخمر فقام أعرابي فقال إني كنت رجلا كانت هذه تجارتي فاعتقبت كل منها مالا فهل ينفع ذلك المال بطاعة الله تعالى فقال النبي ﷺ إن الله لا يقبل إلا الطيب فأنزل الله تعالى تصديقا لرسوله صلي الله عليه وسلم قل لا يستوي الخبيث والطيب الآية قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا الآية (ك) روى البخاري عن انس بن مالك خطب النبي ﷺ خطبة فقال رجل من أبي قال فلان فنزلت هذه الآية لا تسألوا عن أشياء الآية وروى أيضا عن ابن عباس قال كان قوم يسألون رسول الله ﷺ استهزاء فيقول الرجل من أبي ويقول الرجل تضل ناقته أين ناقتي فأنزل الله فيهم هذه الآية يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء حتى فرغ من الآية كلها وأخرج ابن جرير مثله من حديث أبي هريرة وروى احمد والترمذي والحاكم
1 / 86