Lubab Fi Culum Kitab

Ibn Cadil Hanbali d. 880 AH
81

Lubab Fi Culum Kitab

اللباب في علوم الكتاب

فماذا بعد الحق إلا الضلال

[يونس: 32]، ولو كانوا ضالين لما جاز الاقتداء بهم، ولا بطريقهم، ولكانوا خارجين عن قوله تعالى: { أنعمت عليهم } ، ولما كان ذلك باطلا علمنا بهذه الآية عصمة الملائكة، والأنبياء عليهم الصلاة والسلام.

فصل في إضافة الغضب لله

قالت المعتزلة: غضب الله - تعالى - عليهم يدل على كونهم فاعلين للقبائح باختيارهم، وإلا لكان الغضب عليهم ظلما من الله - تعالى - عليهم.

وقال أصحابنا - رحمهم الله تعالى -: لما ذكر غضب الله عليهم، وأتبعه بذكر كونهم ضالين دل ذلك على أن غضب الله - تعالى - عليهم علة لكونهم ضالين، وحينئذ تكون صفة الله - تعالى - مؤثرة في صفة العبد.

أما لو قلنا: إن كونهم ضالين يوجب غضب الله - تعالى - عليهم لزم أن تكون صفة العبد مؤثرة في صفة الله تعالى، وذلك محال.

فصل

قال ابن الخطيب - رحمه الله تعالى -: دلت هذه الآية على أن المكلفين ثلاث فرق:

أهل الطاعة، وإليهم الإشارة بقوله تعالى: { أنعمت عليهم }.

وأهل البغي والعدوان، وهم المراد بقوله تعالى: { غير المغضوب عليهم }.

Unknown page