Lubab Fi Culum Kitab

Ibn Cadil Hanbali d. 880 AH
41

Lubab Fi Culum Kitab

اللباب في علوم الكتاب

ومعنى المضارع المشابه، يعني: أنه أشبه الاسم في حركاته، وسكناته، وعدد حروفه، ألا ترى أن " ضاربا " يشبه " يضرب " فيما ذكرت، وأنه يشيع ويختص في الأزمان كما يشيع الاسم، ويختص في الأشخاص، وفاعله مستتر وجوبا لما مر في الاستعاذة.

والعبادة: غاية التذلل، ولا يستحقها إلا من له غاية الإفضال، وهو الباري - تعالى - وهو أبلغ من العبودية؛ لأن العبودية إظهار التذلل، ويقال: طريق معبد، أي: مذلل بالوطء فيه. وقال طرفة في ذلك: [الطويل]

66- تباري عتاقا ناجيات وأتبعت

وظيفا وظيفا فوق مور معبد

ومنه: العبد؛ لذلته، وبعير معبد: أي مذلل بالقطران.

وقيل: العبادة التجرد، ويقال: عبدت الله - بالتخفيف فقط - وعبدت الرجل - بالتشديد فقط، أي: ذللته، واتخذته عبدا.

وفي قوله تعالى: " إياك نعبد " التفات من الغيبة إلى الخطاب، إذ لو جرى الكلام على أصله، لقيل: الحمد لله، ثم قيل: إياه نعبد، والالتفات: نوع من البلاغة.

قال ابن الخطيب - رحمه الله -: والفائدة في هذا الالتفات وجوه:

أحدها: أن المصلي كان أجنبيا عند الشروع في الصلاة، فلا جرم أثنى على الله - تعالى - بألفاظ الغيبة، إلى قوله: " يوم الدين " ، ثم إنه تعالى كأنه قال له: حمدتني وأقررت بكوني إلها، ربا، رحمانا، رحيما، مالكا ليوم الدين، فنعم العبد أنت، فرفعنا الحجاب، وأبدلنا البعد بالقرب، فتكلم بالمخاطبة وقل: إياك نعبد.

الثاني: أن أحسن السؤال ما وقع على سبيل المشافهة، [والسبب فيه أن الرد من الكريم إذا سئل] على سبيل المشافهة والمخاطبة بعيد.

Unknown page