Lubab Fi Culum Kitab

Ibn Cadil Hanbali d. 880 AH
215

Lubab Fi Culum Kitab

اللباب في علوم الكتاب

157- ولقد علمت بأن دين محمد

من خير أديان البرية دينا

لولا الملامة أو حذار مسبة

لوجدتني سمحا بذاك مبينا

وكفر النفاق: هو أن يقر باللسان، ولا يعتقد بالقلب، وجميع هذه الأنواع سواء في أن من لقي الله - تعالى - بواحد منها؛ لا يغفر له.

فصل في تحقيق حد الكفر

قال ابن الخطيب: تحقيق القول في حد الكفر أن كل ما نقل عن محمد - عليه الصلاة والسلام - أنه ذهب إليه، وقال به، فإما أن يعرف صحة ذلك النقل بالضرورة، أو بالاستدلال، أو بخبر الواحد الذي علم بالضرورة، فمن صدق به جميعه، فهو مؤمن، ومن لم يصدق بجميعه، أو لم يصدق ببعضه، فهو كافر، فإذن الكفر عدم تصديق الرسول في شيء مما علم بالضرورة أنه ليس من دين محمد عليه الصلاة والسلام.

ومثاله من أنكر وجود الصانع، أو كونه عالما مختارا، أو كونه واحدا، أو كونه منزها عن النقائص والآفات، أو أنكر نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ كوجوب الصلاة والزكاة والصوم والحج وحرمة الربا والخمر، فذلك يكون كافرا.

فأما الذي يعرف بالدليل أنه من دين محمد مثل كونه عالما بالعلم أو بذاته، وأنه مرئي أو غير مرئي، وأنه خالق أعمال العباد أم لا، فلم ينقل بالتواتر القاطع للعذر، فلا جرم لم يكن إنكاره والإقرار به داخلا في ماهية الإيمان، فلا يكون موجبا للكفر، والدليل عليه أنه لو كان جزءا من ماهية الإيمان لكان يجب على الرسول ألا يحكم بإيمان أحد إلا بعد أن يعرف أنه عرف الحق في تلك المسألة بين جميع الأمة؛ ولنقل ذلك على سبيل التواتر، فلما لم ينقل ذلك دل على أنه - عليه الصلاة والسلام - ما وقف الإيمان عليها، ولما لم يكن كذلك وجب ألا تكون معرفتها من الإيمان، ولا إنكارها موجبا للكفر، ولأجل هذه القاعدة لا يكفر أحد من الأمة من أرباب التأويل، وأما الذي لا سبيل إليه إلا برواية الآحاد، فظاهر أنه لا يمكن توقف الكفر والإيمان عليه، والله أعلم.

فصل في الرد على المعتزلة

Unknown page