Lubab Fi Culum Kitab

Ibn Cadil Hanbali d. 880 AH
193

Lubab Fi Culum Kitab

اللباب في علوم الكتاب

[العنكبوت: 20].

و " يوقنون " من أيقن بمعنى: استيقن، وقد تقدم أن " أفعل " [يأتي] بمعنى: " استفعل " أي: يستيقنون أنها كائنة ، من الإيقان وهو العلم.

وقيل: اليقين هو العلم بالشيء بعد أن كان صاحبه شاكا فيه، فلذلك لا تقول: تيقنت وجود نفسي، وتيقنت أن السماء فوقي، ويقال ذلك في العلم الحادث، سواء أكان ذلك العلم ضروريا أو استدلاليا.

وقيل: الإيقان واليقين علم من استدلال، ولذلك لا يسمى الله موقنا ولا علمه يقينا، إذ ليس علمه عن استدلال.

وقرىء: " يؤقنون " بهمز الواو، وكأنهم جعلوا ضمة الياء على الواو لأن حركة الحرف بين بين، والواو المضمومة يطرد قبلها همزة بشروط:

منها ألا تكون الحركة عارضة، وألا يمكن تخفيفها، وألا يكون مدغما فيها، وألا تكون زائدة؛ على خلاف في هذا الأخير، وسيأتي أمثلة ذلك في سورة " آل عمران " عند قوله:

ولا تلون على أحد

[آل عمران: 153]، فأجروا الواو الساكنة المضموم ما قبلها مجرى المضمومة نفسها؛ لما ذكرت لك، ومثل هذه القراءة قراءة قنبل " بالسؤق " [ص: 33] و " على سؤقه " [الفتح: 29] وقال الشاعر: [الوافر]

135- أحب المؤقدين إلي مؤسى

وجعدة إذ أضاءهما الوقود

Unknown page