Lubab Fi Culum Kitab
اللباب في علوم الكتاب
إن قيل: إن الحروف المقطعة في أوائل السور أسماء حروف التهجي، بمعنى أن الميم اسم ل " مه " والعين ل " عه " ، وإن فائدتها إعلامهم بأن هذا القرآن منتظم من جنس ما تنتظمون من كلامكم، ولكن عجزتم عنه، فلا محل لها حينئذ من الإعراب، وإنما جيء بها لهذه الفائدة، فألقيت كأسماء الأعداد ونحو: " واحد اثنان " ، وهذا أصح الأقوال الثلاثة، أعني أن في الأسماء التي لم يقصد الإخبار عنها ولا بها ثلاثة أقوال:
أحدها: ما تقدم.
والثاني: أنها معربة، بمعنى أنها صالحة للإعراب، وإنما فات شرطه وهو التركيب، وإليه مال الزمخشري رحمه الله.
والثالث: أنها موقوفة أي لا معربة ولا مبنية.
أو إن قيل: إنها أسماء السور المفتتحة بها، أو إنها بعض أسماء الله - تعالى - حذف بعضها، وبقي منها هذه الحروف دالة عليها وهو رأي ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - كقوله: الميم من " عليهم " ، والصاد من " صادق " ، فلها حينئذ محل من الإعراب ويحتمل الرفع والنصب والجر:
فالرفع على أحد وجهين: إما بكونها مبتدأ، وإما بكونها خبرا كما سيأتي بيانه مفصلا إن شاء الله تعالى.
والنصب على أحد وجهين أيضا: إما بإضمار فعل لائق، تقديره: اقرءوا: " الم " ، وإما بإسقاط حرف القسم؛ كقول الشاعر: [الوافر]
97- إذا ما الخبز تأدمه بلحم
فذاك أمانة الله الثريد
يريد: وأمانة الله.
Unknown page