102

Al-Lubāb fī ʿUlūm al-Kitāb

اللباب في علوم الكتاب

Editor

الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمد معوض

Publisher

دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان

Edition Number

الأولى، 1419 هـ -1998م

فإن قيل: إنما ورد ذلك من حيث المقابلة، قلنا: نسلم، ولكنه قد سمى نفسه به، ونحن لا يجوز لنا تسميته به.

وأما من حيث وروده في الشرع، فقال الله تعالى: {فاذكرونيا أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون} [البقرة: 152] .

قوله تعالى: {رب العالمين} .

الرب: لغة: السيد، والمالك، والثابت والمعبود؛ ومنه قوله: [الطويل]

46 -

أرب يبول الثعلبان برأسه ... لقد هان من بالت عليه الثعالب

والمصلح، وزاد بعضهم أنه بمعنى: الصاحب؛ وأنشد القائل: [الكامل]

47 -

قد ناله رب الكلاب بكفه ... بيض رهاب ريشهن مقزع

والظاهر أنه - هنا - بمعنى المالك، فليس هو معنى زائدا.

وقيل: يكون بمعنى الخالق.

واختلف فيه: هل هو في الأصل وصف أو مصدر؟

فمنهم من قال: [هو وصف أي صفة مشبهة بمعنى «مرب» ] ، ثم اختلف هؤلاء في وزنه. [فمنهم من قال] : هو على «فعل» كقولك: «نم - ينم - فهو نم» من النمام، بمعنى غماز.

وقيل: وزنه «فاعل» ، وأصله: «راب» ، ثم حذفت الألف؛ لكثرة الاستعمال؛ لقولهم: رجل بار وبر.

ولقائل أن يقول: لا نسلم أن «بر» مأخوذ من «بار» بل هما صفتان مستقلتان، فلا ينبغي أن يدعى أن «ربا» أصله «راب» .

ومنهم من: قال إنه مصدر «ربه - يربه - ربا» أي: ملكه.

Page 179