قال: أخبرني أبي، قال: أخبرنا علي بن قتيبة، قال: أخبرنا الفضل بن شاذان بن الخليل، قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا عبد الرزاق عن معمر، عن قتادة وعلي بن زيد بن جذعان، عن سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص.
قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله إلى غزوة تبوك، فاستخلفت عليًا وقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.
والعقب من النقيب والرئيس بنيشابور، وهو السيد الأجل أبو الحسين محمد بن أبي جعفر أحمد بن محمد زبارة: السيد الأجل أبو محمد يحيى، وأبو منصور ظفر، وأبو عبد الله الحسين.
أما السيد الأجل أبو محمد يحيى بن السيد الأجل أبي الحسين محمد بن أبي جعفر أحمد بن محمد زبارة، فقد ذكر الشيخ أبو القاسم البرزهي في كتاب المحامد: أنه سيد آل رسول الله صلى الله عليه وآله، وآل زبارة لهم الوجوه الصباح، والعقول الصحاح، والألسنة الفصاح، والنسب الصراح، والصدر الفساح.
والسيد الأجل نقيب النقباء شيخ العترة أبو محمد يحيى زبارة، تولى نقابة السادات بنيشابور مدة ورياستها كذلك، وكان كثير القدر واسع الحظ، باسط اليد، رفيع الهمة. وكانت حضرته مطلع الوفود ومحط الرجال.
وقد أشار إلى بعض محامده الصاحب الجليل كافي الكفاة أبو القاسم إسماعيل بن عباد بن عباس فيما كتب إليه جوابًا لكتابه الوارد عليه من البادية عند انصرافه من الحج وبعد وفاته إلى ابنه السيد أبي الحسين محمد بن يحيى: الفصل الأول من كتاب الصاحب: الوجه طلق، والدين حق، والصدر رحب، والعلم حمر، والذكر جميل، والثناء طويل، واللسان فصيح، والكرم صريح.
الفصل الثاني: ذاكى الشريف بالإطلاق، والعصف بالإنفاق، والكريم بالإجماع والإصفاق، شريف خراسان والمنظور العراق أبو محمد يحيى بن محمد العلوي قدس روحه الله العزيز، وقد فعل ولقاه أحسن ما قدم وعمل، عاش بين دين نجميه وعلم يقينيه ومجدسه وإحسان لومه.
الفصل الثالث: إن هذا الشريف الأجل حضر الموسم، فطابق اليماني والشامي والعراقي والتهامي على أن يصل بهم ذلك السيد الشريف إمامًا، ويتخذ من مقام إبراهيم مقامًا إلى تمام الكتاب، وهو مذكور في رسائل الصاحب.
ولما حج نزل على الصاحب باستدعائه، وكتب إليه الصاحب كتابًا صدره بهذه البيتين:
إذا دنت المنازل زاد شوقي ... ولاسيما إذا دنت الخيام
فلمح العين دون الحى شهر ... ورجع الطرف دون السير عام
ولما عاد السيد الأجل أبو محمد يحيى من الحج نزل على الصاحب الأجل كافي الكفاة بجرجان، وتوفي هناك ﵀، وعزى الصاحب ولده السيد الأجل أبا الحسين بكتاب ذكرنا منه فصلًا.
وذكر الحاكم الإمام أبو سعد المحسن بن محمد بن كرامة الحشمي صاحب التصانيف والتفسير: أن السيد الأجل أبا محمد يحيى كان يناظر ويتكلم بالمسائل، وكثيرًا ما يتكلم بالمسائل، وكثيرًا ما يتكلم في مسألة الوعيد ومسألة القياس والاجتهاد، وكان أفضل السادة، وأفقه العترة أيام السامانية.
وذكر البرزهي عن الشيخ أبي حامد أحمد بن محمد النجار المتكلم أنه لما حج السيد الأجل أبو محمد يحيى، حمل معه من نيشابور من السادات الصلحاء والعلماء الأتقياء سبعمائة رجل.
وذكر ذلك أيضًا الإمام علي الفيخكردي والشيخ أحمد الغازي في تاريخ نيشابور. وأطلق في الطريق يد وكيله في النفقات، فلما قضى مناسكه وأراد الانصراف، دخل عليه وكيله وشكى إليه ضيق يده، وعجزه عن القيام بأهبة الرحيل.
فتفكر السيد الأجل أبو محمد يحيى ساعة، فكان له غلام أبى عنده فائق الجمال، فقال لوكيله: دونك هذا الغلام، فبعه في سوق الرقيق واصرف ثمنه في أهبة الطريق، فعرض الوكيل الغلام على البيع، فقوم بألف دينار، فعاد الوكيل إليه مستطلعًا للرأي الشريف فيه، فأطلق يده في البيع، والغلام ماثل بين يديه، فأرسل الغلام شآبيب الدموع بين عينيه وأجهش، بالبكاء، كراهة لمفارقة خدمته.
فقال للغلام السيد الأجل أبو محمد يحيى: لا تبك فإنك حر لوجه الله، فغضب الوكيل وقال لمخدومه: أعتقت الغلام ما أصنع الآن هناك مع هؤلاء السادات والعلماء، قد رأى السيد الأجل أبو محمد الوكيل وقال: لا تيأس من روح الله، ولا تتعرض لسخط ولي نعمتك.
1 / 48