Loyalty and Disavowal in Islamic Law
الموالاة والمعاداة في الشريعة الإسلامية
Publisher
دار اليقين للنشر والتوزيع
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٠٧ هـ - ١٩٨٧ م
Genres
ـ[الموالاة والمعاداة في الشريعة الإسلامية]ـ
المؤلف: محماس بن عبد الله بن محمد الجلعود
الناشر: دار اليقين للنشر والتوزيع
الطبعة: الأولى، ١٤٠٧ هـ - ١٩٨٧ م
عدد الأجزاء: ٢
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع، وهو مذيل بالحواشي]
Unknown page
المقدمة
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب وجعله هاديًا ونذيرًا، ومرشدا لمن تمسك به واعتمد عليه في موالاته ومعاداته، فهو له سراجٌ منيرٌ، وأوجب فيه مقاطعة أهل الشرك ومن كان لهم مؤيدا ونصيرا.
والصلاة والسلام على أشرف خلقه وخيرة رسله محمد ﷺ الذي مزق الله بمبعثه ظلام الكفر، وجعل من هديه مباينة الشرك والمشركين جملة وتفصيلًا.
وعلى آله وأصحابه الذين تحابوا في الله حبًّا أرغموا به أنوف الأعداء، وجاهدوا به الكفار والمنافقين جهادًا كبيرًا وتميزوا به عن أهل الضلال، فلم يرضوا منهم بأنصاف الحلول سبيلًا.
وبعد:
فإن قضية الموالاة والمعاداة في الشريعة الإسلامية قد أصبحت
من القضايا المهملة في حساب كثير ممن ينتمون إلى الإسلام في العصر
1 / 5
الحاضر، ظنا منهم أن تلك القضية ليست من قضايا العقيدة والعبادة، لذلك وضعوا أيديهم بأيدي الكفار، ومنحوهم غاية الحب والمودة والمناصرة، ودافعوا عنهم باللسان والسنان، في الوقت الذي خذلوا فيه أهل الإيمان، وأذاقوهم ألوانا من العذاب.
وهناك دعوة يروِّج لها أعداء الإسلام، ويهذي بها المنافقون والمرتدون والساذجون من مدعي الإسلام، وتلك هي دعوة التقريب بين الأديان، أي بين الرسالات الثلاث: الإسلام، والنصرانية واليهودية، تحت شعار «الدين لله والوطن للجميع».
فقد أصدر مركز الدراسات والأبحاث الاقتصادية والاجتماعية التابع للجامعة التونسية كتاب الملتقى الإسلامي المسيحي وجاء في مقدمة هذا الكتاب الذي كتبه عبد الوهاب بوحدبية ما نصه لقد عقد هذا الملتقى الإسلامي المسيحي الذي دعونا إليه بقرطاج، والحمامات والقيروان في الفترة من ١١ إلى ١٧ نوفمبر سنة (١٩٧٤) وقد ساهم هذا اللقاء في بناء صرح التفاهم والإخاء بين الأديان (١).
ونحن نريد أن نذكر هؤلاء وأمثالهم بما قرره الله ﷿ في كتابه الكريم من أنه لا لقاء بين الحق والباطل أبدا، وأن أعداء التوحيد في كل زمان ومكان لا يتغيرون، ولا يلتقون مع الحق إلا عندما يذعنون له ويتخلصون من الباطل قال تعالى: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) [البقرة: ١٢٠]
_________
(١) مجلة الدعوة السعودية عدد ٨١٢ في ٩ (ذو القعدة) سنة ١٤٠١ هـ ص١٥.
1 / 6
فقد اقتضت حكمة الله ﷾، أن يبتلي خيار هذه الأمة بشرارها، ومؤمنيها بفجارها، وعلماءها بجهالها، وهذه سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلًا.
ولذلك فإن حاجة المسلمين ماسَّة في هذا العصر، إلى أن يعودوا إلى تحقيق الموالاة فيما بينهم، والمعاداة مع أعدائهم، حيث قد تداعت عليهم قوى الكفر والظلم والطغيان من كل حدب وصوب، وتنادى الجميع للقضاء على هذا الدين بوسائلهم المختلفة، ولن يقف في وجه هذه الحرب الصليبية اليهودية الوثنية، المتواطئة مع المرتدين والمنافقين، وسفهاء المسلمين، سوى اتحاد المسلمين وتلاحمهم صفًا واحدًا، كما قال تعالى: (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ) [الصف: ٤].
وكما قال رسول الله ﷺ «مثل المؤمنين في توادهم وتلاحمهم، وتعاطفهم، مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» (١).
ولا شك لديَّ في أن القيام بمهمة البحث في هذا الموضوع على وجه الدقة والكمال أمر يحتاج إلى قدرة لا أدعيها لنفسي ومران أفتقده ولكنها المحاولة، وحسبي منها أن أبذل ما في وسعي وطاقتي من جهد من أجل إبراز الصورة المثلى التي رسمها القرآن الكريم والهدي النبوي وتناولها علماء الإسلام والأعلام بالتوضيح والبيان فيما تفرق من مباحثهم ودراساتهم في هذا الموضوع.
فإن أحسنت فما توفيقي إلا بالله، وأشكره ﷾ على ذلك،
_________
(١) متفق عليه، انظر نزهة المتقين شرح رياض الصالحين (١/ ٢٤٦) رقم الحديث (٢٢٦)
1 / 7
وإن أخطأت، أو قصرت فما تجاوزت قدري «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون» (١).
فأستغفر الله، وأتوب إليه، وحسبي أني كنت حريصًا أن لا يقع ذلك مني وأتوسل إليه في طلب عفوه وغفرانه، بحسن النية وقصد الثواب إنه هو الغفور الرحيم
المؤلف
محماس بن عبد الله بن محمد الجلعود
_________
(١) رواه الترمذي في سننه (٤/ ٧٠) (باب القيامة) وأحمد بن حنبل في مسنده (٣/ ١٩٨).
1 / 8
بسم الله الرحمن الرحيم
التمهيد
ويتكون من أربعة مباحث:
المبحث الأول: المفهوم اللغوي للموالاة والتولي.
المبحث الثاني: المفهوم اللغوي للمعاداة.
المبحث الثالث: المفهوم الشرعي للموالاة والتولي والمعاداة.
المبحث الرابع: ارتباط عنوان الرسالة بالمعنى الاصطلاحي للشريعة الإسلامية.
1 / 9
المبحث الأول: المفهوم اللغوي للموالاة والتولي
لم يرد في القرآن الكريم، ولا في كتب الصحاح لفظ موالاة وإنما روى الطبراني في الكبير، عن ابن عباس ﵄ «أوثق عرى الإيمان، الموالاة في الله والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله» (١) اهـ.
والموالاة مصدر (والى) يوالي موالاة (٢).
ولفظ الموالاة، أعم من التولي، حيث أن الموالاة هي المحبة (٣).
بغض النظر عن درجة هذا الحب ومرتبته، فكل من أحببته وأعطيته،
_________
(١) يقول: محمد ناصر الدين الألباني في كتابه سلسلة الأحاديث الصحيحة المجلد الثاني ص (٧٣٤) رقم الحديث (٩٩٨): إن هذا الحديث إسناده حسن وله شواهد يتقوى بها ورجاله ثقات، وفي بعضهم كلام لا يضر في ذلك.
(٢) انظر محيط تأليف بطرس البستاني (٢/ ٢٢٨٧، ٢٢٨٩).
(٣) القاموس المحيط للفيروز آبادي (٤/ ٤٠١، ٤٠٢).
1 / 11
ابتداء من غير مكافأة فقد أوليته، وواليته، والمعنى أي أدنيته إلى نفسك (١).
والموالاة ضد المعاداة يقال: (والى بينهما ولاء) أي: تابع بينهما متابعة، وافعل هذه الأشياء على (الولاء) أي المتابعة (٢)،.
أما التولي: فهو تقديم كامل المحبة والنصرة للمتولىَّ بحيث يكون المتولَّي مع المتولَّى كالظل مع الجسم (٣).
قال ابن الأعرابي (٤): الموالاة أن يتشاجر اثنان فيدخل بينهما ثالث للصلح ويكون له في أحدهما هوى، فيواليه أو يحابيه على الآخر (٥) اهـ.
ووالى فلان فلانًا، إذا أحبه وقربه وأدناه إليه (٦).
ويقول الدكتور/ محمد نعيم ياسين: الموالاة مشتقة من الولاء وهو الدنو والقرب، والولاية، ضد العداوة، والولي عكس العدو (٧) اهـ فالمؤمنون أولياء الرحمن، والكافرون أولياء الشيطان لقرب الفريق الأول من الله بطاعته وعبادته، وقرب الفريق الثاني من الشيطان بطاعته واتباعه وبعدهم عن الله بعصيانه ومخالفته (٨).
_________
(١) تاج العروس للزبيدي (١٠/ ٤٠١).
(٢) الصحاح تأليف إسماعيل بن حماد الجوهري (٦/ ٢٥٣٠، ٢٥٣١) وانظر مختار الصحاح محمد ابن أبي بكر الرازي (٧٣٦).
(٣) المعجم الوسيط (٢/ ١٠٧٠).
(٤) هو محمد بن زياد المعروف بابن الأعرابي الكوفي، ولد بالكوفة سنة ١٥٠ هـ وأخذ عن الكسائي وابن السكيت وغيرهم، وأخذ عنه الأصمعي، فهو لغوي، نحوي، راوية لأشعار العرب توفي بسر من رأى من آثاره: النوادر تاريخ القبائل معاني الشعر، تفسير الأمثال، انظر ترجمته في معجم المؤلفين/ عمر رضا كحالة (١٠/ ١١).
(٥) لسان العرب/ محمد بن منظور (٣/ ٩٨٦).
(٦) لسان العرب/ محمد بن منظور (٣/ ٩٨٦).
(٧) انظر: الإيمان أركانه حقيقته نواقضه د/ محمد نعيم ياسين (١٨٧ - ١٨٨).
(٨) المصدر السابق المكان نفسه.
1 / 12
يقول الأزهري (١): للموالاة معنى آخر، سمعت العرب تقول: (والوا حواشي نعمكم عن جلتها) أي اعزلوا صغارها عن كبارها (٢) اهـ والتولي، مصدر تولي أي اتخذه وليا (٣).
فالتولي إذا بمعنى الاتخاذ والاتباع المطلق وهو يعني الانقطاع الكامل في نصرة المتبع وتقريبه وتأييده، و(التولية) مصدر (ولى) أي انصرف ذاهبًا (٤).
فالتولي أخص من الموالاة، فكل (تولي) داخل في مفهوم الموالاة وليس كل موالاة داخلة في مفهوم التولي كما أسلفنا.
والتولي يرد بعدة معان:
منها النصرة كما في قوله تعالى: (إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [الممتحنة: ٦] أي تنصروهم يعني أهل مكة، قال ذلك الفراء (٥).
_________
(١) هو محمد بن أحمد بن الأزهر بن طلحة الأزهري الشافعي، أديب، لغوي، ولد سنة ٢٨٢ هـ في هراة بخراسان، وعني بالفقه أول الأمر، ثم غلب عليه علم العربية، فرحل في طلبه وقصد القبائل وتوسع في أخبارهم، توفي بهراة في ربيع الأول سنة ٣٧٠ هـ من تصانيفه الكثيرة: تهذيب اللغة في أكثر من عشرة مجلدات، والتقريب في التفسير، والزهراوي في غرائب الألفاظ، وعلل القراءات، وكتاب في أخبار يزيد بن معاوية.
انظر معجم المؤلفين/ عمر رضا كحالة (٨/ ٢٣٠).
(٢) لسان العرب/ محمد بن منظور (٣/ ٩٨٦).
(٣) المعجم الوسيط لمجموعة أساتذة (٢/ ١٠٧٠).
(٤) محيط المحيط بطرس البستاني (٢/ ٢٢٨٧) وما بعدها.
(٥) هو يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الأسلمي، المعروف بالفراء الديلمي (أبو زكريا) أديب، نحوي، لغوي مشارك في الفقه والطب وأيام العرب وأشعارها، ولد بالكوفة سنة (١٤٤ هـ) وانتقل إلى بغداد وصحب الكسائي، وأدب ابن المأمون العباسي، وصنف للمأمون كتاب الحدود في النحو، واجتمع لإملائه خلق كثير منهم ثمانون قاضيا توفي في طريق مكة سنة (٢٠٧) ومن آثاره: المصادر في القرآن، آلة الكتاب، الوقف والابتداء، المقصور والممدود واختلاف أهل الكوفة والبصرة والشام في المصاحف، انظر معجم المؤلفين عمر رضا كحالة (١٣/ ١٩٨).
1 / 13
تفسيرًا لمعنى قوله (أَنْ تَوَلَّوْهُمْ) وقال أبو منصور: جعل التولي ههنا بمعنى النصرة، من الولي والمولى وهو الناصر والمعين (١) اهـ.
وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ) [الممتحنة: ١٣].
قال ابن عباس: أي لا توالوهم، ولا تناصحوهم (٢).
ويأتي التولي بمعنى الإدبار والإعراض، قال تعالى: (وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ) [هود: ٥٢] أي تدبروا عما أدعوكم إليه (٣) ويأتي بمعنى قام وبدأ، قال تعالى: (وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [النور: ١١] أي قام بمعظم ذلك القول وبدأ فيه (٤).
ومن استعمالات كلمة (تولى) بمعنى ذهب وانصرف، قول الله تعالى: (فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ) [القصص: ٢٤] أي انصرف وذهب إليه (٥).
وتأتي بمعنى اتبع، قال الله تعالى: (كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ) [الحج: ٤] وتأتي بمعنى استأخر وكن قريبا منه، قال تعالى: (اذْهَبْ
_________
(١) لسان العرب/ محمد بن منظور (٣/ ٩٨٦).
(٢) انظر تفسير القرطبي (١٨/ ٧٦)
(٣) مختصر تفسير الطبري (٥٢) على هامش المصحف الشريف.
(٤) مختصر تفسير الطبري (٣٩٢) على هامش المصحف الشريف
(٥) انظر مختصر تفسير الطبري حاشية مصحف الشروق المفسر الميسر (٤٣٧).
1 / 14
بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ) [النمل: ٢٨] أي استأخر غير بعيد (١). أو كن قريبًا منهم (٢).
وتأتي كلمة (تولى) بمعنى فوض واتخذ قال تعالى: (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ) [المائدة: ٥٦] أي: من فوض أمره إلى الله وامتثل أمر رسوله ﷺ ووالى المسلمين على ذلك، فهو من حزب الله، وقيل: أي من يتخذ القيام بطاعة الله ونصرة رسوله والمؤمنين فهو من حزب الله (٣)، وإن حزب الله لهم الغالبون.
وتأتي، بمعنى عصى ويعصي، قال تعالى: (وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا) [الفتح: ١٧] أي يعصي الله ورسوله، فيتخلف عن قتال المشركين (٤) وتأتي كلمة (تولى) بمعنى يطيع، قال تعالى: (إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ) [النحل: ١٠٠].
أي: يطيعونه ويشركونه بالله (٥).
ولفظ (ولي) يأتي موافقا لمعنى الموالاة التي هي المحبة والنصرة، في بعض استعمالاته، وإن كان يستعمل في معان عديدة.
(الولي) اسم من أسماء الله تعالى، والولي هو الناصر، وقيل: المتولي لأمور العالم والخلائق القائم بها (٦).
_________
(١) تفسير ابن سعدي (٥/ ٥٧٥).
(٢) مختصر تفسير الطبري على مصحف الشروق المفسر الميسر (٤٢٦).
(٣) تفسير القرطبي (٦/ ٢٢٢)
(٤) مختصر تفسير الطبري على المصحف المفسر الميسر (٥٨٣).
(٥) مختصر تفسير الطبري على المصحف المفسر الميسر (٣١٠).
(٦) لسان العرب: محمد بن منظور (٣/ ٩٨٤).
1 / 15
ومن أسمائه ﷿: الوالي، وهو المالك للأشياء جميعها المتصرف فيها (١).
قال ابن الأثير (٢): وكأن الولاية تشعر بالتدبير والقدرة والفعل، وما لم يجتمع ذلك فيها لم ينطلق عليه اسم الوالي (٣) اهـ.
ومن استعمالات (الولي) بمعنى الناصر (٤) قول الله تعالى: (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) [البقرة: ٢٥٧] فالولي فعيل بمعنى فاعل، قال الخطابي (٥): الولي الناصر ينصر عباده المؤمنين (٦) اهـ.
ويقال: تولاك الله، أي وليك الله، ويكون بمعنى نصرك الله (٧).
_________
(١) المصدرالسابق المكان نفسه.
(٢) هو المبارك بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الشافعي المعروف (بابن الأثير الجزري) مجدد الدين، أبو السعادات، عالم، أديب، ناثر، شارك في تفسير القرآن والنحو واللغة والحديث والفقه وغير ذلك، ولد بجزيرة ابن عمر في أحد الربيعين، ونشأ بها، ثم انتقل إلى الموصل، وكتب لأمرائها وكانوا يحترمونه، وسمع ببغداد، وتوفي بالموصل سلخ ذي الحجة ٦٠٦ هـ وقد كان مولده في سنة (٥٤٤هـ) من تصانيفه النهاية في غريب الحديث وجامع الأصول في أحاديث الرسول، والإنصاف بين الكشف والكشاف تفسير الثعلبي والزمخشري، ديوان رسائل، والبديع في شرح الفصول لابن الدهان في النحو.
انظر: معجم المؤلفين عمر رضا كحالة (٨/ ١٧٤).
(٣) لسان العرب محمد بن منظور (٣/ ٩٨٤).
(٤) المصدر السابق المكان نفسه.
(٥) هو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب الخطابي البستي ولد سنة (٣١٩) وت (٣٨٨) من ولد زيد بن الخطاب أخي عمر بن الخطاب (أبو سليمان) محدث لغوي، فقيه، أديب من تصانيفه: معالم السنن في شرح كتاب السنن لأبي داود، غريب الحديث، شرح البخاري، أعلام الحديث إصلاح الغلط، وله شعر.
انظر معجم المؤلفين/ عمر رضا كحالة (٢/ ٦١).
(٦) لسان العرب محمد بن منظور (٣/ ٩٨٥).
(٧) المصدر السابق المكان نفسه.
1 / 16
ومنه قوله تعالى: (فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) [التحريم ٤] أي، وليه وناصره عليهم (١).
وقال تعالى: (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) [التوبة: ٥١] فمعنى (مَوْلانَا) أي: ناصرنا (٢)، وقال تعالى: (أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) [يوسف: ١٠١]، فقوله: (أَنْتَ وَلِيِّي) أي: ناصري (٣)، وقال تعالى: (إِنَّ وَلِيِّيَ اللهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ) [الأعراف: ١٩٦] أي نصيري وظهيري (٤).
وفي الحديث اللهم آت نفسي تقواها، وزكِّها أنت خير من زكّاها أنت وليها ومولاها (٥).
والولي: الله ﷿: أي الناصر والكافي، والولاءة والولي كلها مصادر ولي (٦).
و(الولي) يطلق ويراد به القريب في النسب، قال تعالى: (فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) [فصلت: ٣٤] أي كأنه قريب شفيق (٧).
و(المولى) يطلق ويراد به الناصر والمؤيد، قال تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ
_________
(١) مختصر تفسير الطبري على هامش المصحف المفسر الميسر (٦٤٤).
(٢) تفسير القرطبي (٨/ ١٦١).
(٣) مختصر تفسير الطبري على هامش مصحف الشروق المفسر الميسر (٢٧٣).
(٤) مختصر تفسير الطبري على مصحف الشروق (١٩٣).
(٥) رواه الإمام أحمد مسند أحمد (٤/ ٣٧١).
(٦) معجم متن اللغة، تأليف/ أحمد رضا (٥/ ٨١٧).
(٧) انظر تفسير ابن سعد (٦/ ٥٧٧).
1 / 17
مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ) [محمد: ١١] أي أن الله ناصر وولي من آمن به، وأما الكافرون لا ناصر ولا ولي لهم (١).
وقال تعالى: (بَلِ اللهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ) [آلعمران: ١٥٠] أي وليكم وناصركم (٢)، ويطلق لفظ (المولى) ويراد به القريب قال تعالى: (يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ) [الدخان: ٤١] أي لا يدافع ابن عم عن ابن عم، ولا صاحب عن صاحبه (٣).
ويطلق (المولى) ويراد به الحليف والمعين والنصير، وهو من انضم إليك فعز بعزك وامتنع بمنعتك، قال عامر الخصفي من بني خصفة:
هم المولى وإن جنفوا علينا ... وإنا من لقائهم لزور (٤)
وكلمة (أولياء) جمع ولي، وتأتي بعدة معانٍ هي:
معنى النصرة أو الأنصار قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ) [الممتحنة: ١] أي أنصارًا (٥)، قال تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) [الأنفال: ٧٣] أي: يتناصرون بدينهم ويتعاملون باعتقادهم (٦).
_________
(١) مختصر تفسير الطبري على مصحف الشروق (٥٥٧) وتفسير القرطبي (١٦/ ٢٣٤).
(٢) مختصر تفسير الطبري على مصحف الشروق (٧٥).
(٣) مختصر تفسير الطبري (٥٦٤).
(٤) لسان العرب محمد بن منظور (٣/ ٩٨٦).
(٥) مختصر تفسير الطبري على هامش مصحف الشروق (٦٢٩).
(٦) تفسير الطبري (٨/ ٥٧).
1 / 18
وقال تعالى: (وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ) [هود: ٢٠] أي أنصار ينصرونهم، ويحولون بينهم وبين الله ﷿ (١) وتأتي كلمة (أولياء) بمعنى أنصار، قال تعالى: (وَلَوْ كَانُوا يُؤمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إلَيهِ مَا اتَّخَذُوهُم أَوْلِيَاءَ) [المائدة: ٨١] أي يؤاخونهم بالمودة ويستنصرونهم (٢).
وترد كلمة (أولياء) بمعنى الخاصة والبطانة قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) [النساء: ١٤٤] أي لا تجعلوا خاصتكم وبطانتكم منهم (٣)، وقال تعالى: (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ للهِ جَمِيعًا) [النساء: ١٣٩] أي يتخذون الكافرين أعوانا وأنصارا (٤) يتعززون بهم، ويستنصرون (٥).
وتأتي كلمة (أولياء) بمعنى الاتحاد والتجانس، قال تعالى (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) [التوبة: ٧١] أي قلوبهم متحدة، في التواد والتحاب والتعاطف، غير ذلك من الأمور (٦).
وتطلق كلمة (أولياء) ويراد بها الأصنام قال تعالى: (أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [الشورى آية: ٩].
_________
(١) مختصر تفسير الطبري على مصحف الشروق (٢٦٤)
(٢) كلمات القرآن حسنين مخلوف ص (٨٠)
(٣) تفسير القرطبي (٥/ ٤٢٤).
(٤) تفسير القرطبي (٥/ ٤١٦).
(٥) تفسير ابن سعد (٢/ ١٩٧).
(٦) تفسير القرطبي (٨/ ٢٠٢).
1 / 19
يعني أصناما (١) وقال تعالى: (أَلا للهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَى) [الزمر: ٣] فمعنى (أولياء) أي أصناما (٢)، و(الولاية) تقرأ بالفتح والكسر قال تعالى: (هُنَالِكَ الْوَلايَةُ للهِ الْحَقِّ) [الكهف: ٤٤].
قال ابن السكيت (٣): الولاية بالكسر السلطان والإمارة والملك، والولاية بالفتح النصرة، يقال هم على ولاية، أي مجتمعون في النصرة (٤) اهـ.
وقال سيبويه (٥): الولاية بالفتح المصدر، والولاية بالكسر الاسم،
_________
(١) تفسير القرطبي (٥/ ٤٢٤) وفتح القدير للشوكاني (٤/ ٥٢٧).
(٢) تفسير القرطبي (١٥/ ٢٣٢) وفتح القدير (٤/ ٤٤٩).
(٣) هو يعقوب بن إسحاق بن السكيت المكنى (بأبي يوسف) ولد سنة (١٨٦) وتوفي (٢٤٤ هـ) أديب، نحوي، لغوي، عالم بالقرآن والشعر، تعلم ببغداد وصحب الكسائي، واتصل بالمتوكل العباسي فعهد إليه بتأديب أولاده، وجعله في عداد ندمائه ثم انقلب عليه فقتله لخمس خلت من رجب سنة (٢٤٤ هـ) ودفن ببغداد، من تصانيفه الكثيرة: إصلاح المنطق، القلب والإبدال، معاني الشعر، المقصور والممدود، والمذكر والمؤنث.
انظر معجم المؤلفين (١٣/ ٩٨٥).
(٤) لسان العرب/ محمد بن منظور (٣/ ٩٨٥).
(٥) هو عمرو بن عثمان بن قنبر سيبويه (١٨٠، ٧٩٦) يدعى (أبو بشر) أديب نحوي، أخذ النحو والأدب عن الخليل بن أحمد ويونس بن حبيب وأبي الخطاب، والأخفش وعيسى بن عمر، وورد بغداد، وناظر الكسائي، وتعصبوا عليه، ومن آثاره كتاب سيبويه في النحو.
انظر معجم المؤلفين (٨/ ١٠)
وانظر الموسوعة العربية الميسرة (٢/ ١٠٤٥) تأليف محمد شفيق غربال.
1 / 20
مثل الإمارة والنقابة، لأنه اسم لما توليته وقمت به، فإذا أرادوا المصدر فتحوا وإذا أرادوا الاسم كسروا (١) اهـ.
وكان الكسائي (٢) يفتحها ويذهب بها إلى النصرة (٣)، وقال الفراء (٤): سمعناها بالفتح وبالكسر في الولاية (٥) وفي معنييهما جميعًا، وأنشد هذا البيت:
دعيهم فهم إلب على ولاية ... وحفر هموا أن يعلموا ذاك دائب (٦).
و(الولاية) القرابة والتصرف، الحاصلة بالسبب أو النسب، و(الولاء) بالكسر لغة: المتابعة، والموالاة عند الفقهاء، متابعة غسل الأعضاء على سبيل التعاقب، بحيث لا يجف العضو الأول قبل غسل الذي بعده (٧).
وقيل (الولاء) بالفتح النصرة والمحبة والتناصر، سواء كان ولاء عتاقة، أو ولاء موالاة (٨).
_________
(١) لسان العرب/ محمد بن منظور (٣/ ٩٨٥).
(٢) هو علي بن حمزة بن عبد الله الأسدي الكوفي المعروف (بالكسائي) (أبو الحسن) مقرئ، مجود، لغوي، نحوي، شاعر، نشأ بالكوفة وتنقل في البلدان واستوطن بغداد، وتعلم على كبر، وأخذ اللغة من أعراب الحطيمة، الذين كانوا ينزلون بقطر، بل وغيرها من قرى بغداد، وروى الحديث، وأخذ عن الرؤاسي، وحمزة الزيات وسمع من خلق كثير، وقرأ عليه خلق ببغداد وبالرقة وغيرهما من البلدان، وتوفي برينويه، إحدى قرى السرى، من تصانيفه، المختصر في النحو، كتاب القراءات، معاني القرآن، مقطوع القرآن وموصوله، أشعار المعاياة وطرائقها، انظر معجم المؤلفين (٧/ ٨٤).
(٣) لسان العرب/ ابن منظور (٣/ ٩٨٥).
(٤) انظر ترجمته (١٦) من هذه الرسالة.
(٥) لسان العرب/ ابن منظور (٣/ ١٩٨٥).
(٦) لسان العرب ابن منظور (٣/ ٩٨٥).
(٧) المصدر السابق المكان نفسه.
وانظر جامع العلوم الملقب (بدستور العلماء) تأليف القاضي عبد رب النبي عبد رب الرسول الأحمد نكري (٣/ ٤٦٥).
(٨) جامع العلوم الملقب (بدستور العلماء) المكان نفسه المتقدم.
1 / 21
ومما تقدم نستنتج أنَّ معنى الموالاة والتولي في أغلب الأحايين هو المحبة، والمودة، والمتابعة، والقرابة، والنصرة.
وكل هذه المعاني القيمة، أراد الإسلام تحقيقها في واقع المسلمين وفي حياتهم العملية، وقد جسَّد (١) هذا المعنى حديث رسول الله ﷺ في أوضح صورة وأسمى عبارة، فقال فيما روي عنه: «ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى عضو تداعى له سائر جسده بالسهر والحمَّى» (٢).
_________
(١) جسد بمعنى عظم، انظر القاموس المحيط للفيروز آبادي (١/ ٢٨٣).
(٢) رواه البخاري، انظر صحيح البخاري (٨/ ١٢) (باب كتاب الأدب).
1 / 22
المبحث الثاني: المفهوم اللغوي للمعاداة
المعاداة: مصدر عادى يعادي معاداة وعداء، والعداء مصدر عادى، أي خاصمه، وصار له عدوًّا، والعداوة: اسم بمعنى الخصومة، والمباعدة، والعدو، والعداوة، أخص من البغضاء، لأن كل عدو مبغض، وقد يبغض من ليس بعدو (١).
والعداوة: هي الشعور المتمكن في القلب في قصد الإضرار، وحب الانتقام (٢).
والعدى: الأعداء الذين نقاتلهم، والعُدى، الأعداء الذين لا نقاتلهم (٣).
_________
(١) محيط المحيط: بطرس البستاني (٢/ ١٣٥٣) وما يليها.
(٢) جامع العلوم الملقب (بدستور العلماء) عبد رب النبي عبد رب الرسول الأحمد نكري (٢/ ٣٠٨) ط١.
(٣) محيط المحيط بطرس البستاني (٢/ ١٣٥٣).
1 / 23
والعدو: ضد الولي، والجمع، أعداء، وجمع الجمع أعادي، قال سيبويه: (١) عدو، وصف، ولكنه ضارع الاسم (٢) اهـ.
ويقال: عدو بين العداوة والمعاداة، وعادى بين الصيد معاداة وعداء، أي والى وتابع بينهما في طلق واحد (٣).
والعدو: ضد الصديق، يطلق على الواحد والجمع والذكر والأنثى وقد يثنى ويجمع ويؤنث (٤).
و(العِدي) المتباعدون، وأيضا الغرباء، والأجانب، ومنه قول حبيب (٥) ابن مسلمة لما عزله عمر بن الخطاب ﵁ عن حمص قال: رحم الله عمر ينزع قومه، ويبعث القوم العدي (٦) اهـ.
و(العدوة) بالضم المكان المتباعد، وقيل حافة الوادي (٧).
قال تعالى: (إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى) [الأنفال: ٤٢].
_________
(١) انظر ترجمته (٢٠) من هذه الرسالة.
(٢) الصحاح إسماعيل بن حماد الجوهري (٦/ ٢٤١٩) وكذلك المحكم والمحيط الأعظم ابن سيده (٢/ ٢٢٦).
(٣) المصددرين السابقين المكان نفسه.
(٤) القاموس المحيط للفيروز آبادي (٤/ ٣٦٠) وكذلك المحكم والمحيط الأعظم ابن سيده (٢/ ٢٢٦).
(٥) هو حبيب بن مسلمة بن مالك بن النضر القرشي يكنى (أبا عبد الرحمن) ولاه عمر بن الخطاب ﵁ أعمال الجزيرة حين عزل عنها عياض بن غنم ثم ضم إليه أرمينية وأذريبجان، ثم عزله بعد ذلك، قيل إن عمره حين وفاة النبي ﷺ اثنتا عشرة سنة وفي عهد معاوية بن أبي سفيان تولى على أرمينية، فمات بها سنة اثنتين وأربعين من الهجرة انظرة أسد الغابة في معرفة الصحابة (١/ ٣٧٤).
(٦) المحكم والمحيط الأعظم ابن سيده (٢/ ٢٢٦) وتاج العروس للزبيدي (١٠/ ٢٣٦، ٢٣٧).
(٧) المحكم والمحيط الأعظم ابن سيده (٢/ ٢٢٦) وتاج العروس للزبيدي (١٠/ ٢٣٦، ٢٣٧).
1 / 24