به القرآن خصوصا (العلماء) الذين هم ورثة الأنبياء، الذين جعلهم الله بمنزلة النجوم، يهتدي بهم في ظلمات البر والبحر.
وقد أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم، إذ كل أمة قبل مبعث محمد ﷺ علماؤها شرارها، إلا المسلمين، فإن علماءهم خيارهم، فإنهم خلفاء الرسول في أمته، والمحيون لما مات من سنته، فبهم قام الكتاب وبه قاموا، وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا، وكلهم متفقون اتفاقا يقينيا على وجوب اتباع الرسول ﷺ ولكن إذا وجد لواحد منهم قول قد جاء حديث صحيح بخلافه فلا بد له في تركه من عذر (١) فلهم الفضل علينا والمنة بالسبق، وتبليغ ما أرسل به الرسول ﷺ إلينا، وإيضاح ما كان منه يخفى علينا، فرضي الله عنهم وأرضاهم) (٢) .
وكما أن من لوازم المحبة لرسول الله ﷺ محبة سنته والداعين إليها فإن من لوزامها بغض من أبغض السنة وأهلها والدعاة إليها من علماء هذه الأمة وسلفها، كما هو صنيع أهل البدع قديما وحديثا من الطعن في السنة وأهلها والوقيعة فيهم وتشويه صورتهم وتاريخهم.
فيجب على المسلم معرفة هؤلاء المبتدعة وبغضهم في الله، كما ينبغي التنبه للمارقين والمنافقين والمنهزمين من حملة الأقلام المسمومة من الكتاب والأدباء والمؤرخين، الذين راحوا يشوهون التاريخ ويقلبون الحقائق ويطعنون في خيار هذه الأمة من الصحابة ومن بعدهم من علماء هذه الأمة ويختلقون الأكاذيب أو ينقلونها على هوى وعدم بصيرة فيجب على أهل الاختصاص من المسلمين الكشف عن مخططاتهم وتعريف الأمة بهم والرد عليهم وتبيين الحقائق.
﴿لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ﴾ [الأنفال: ٤٢] (٣) .