ووقع الاختيار على هذا الموضوع لأسباب منها:
- كون محبة الرسول ﷺ ركنا أصيلا من أركان الإيمان، أصابه ما أصاب الإيمان من ضعف لدى بعض المسلمين، فأردت أن أبين مكانة المحبة من الإيمان.
- أن المحبة أمر قد يستتر وراء الدعاوي والمزاعم فأردت أن أبين الشواهد الصادقة لهذه المحبة والأمور الفارقة بين الصادق فيها والكاذب. والتي من أهمها الاتباع.
ظن كثير من المسلمين- تأثرا بغلاة الصوفية- أن من لوازم محبة الرسول ﷺ الغلو فيه فأردت أن أبين أن المحبة شيء مختلف تماما عن الغلو. فالأول فرض عين، والثاني ضلال ومين.
- اتهام كثير من الغلاة عامة المسلمين بالجفاء للرسول ﷺ ما لم يوافقوهم في غلوهم الذي يسمونه محبة. فأردت أن أبين وجه الصواب في المسألة.
- أن حال كثير من الغلاة مخالف لأصول الشرع، مع ادعائهم أنهم أحب الأمة للرسول ﷺ، فأردت أن أبين حقيقة أمرهم على ضوء الكتاب والسنة.
- ما حدث في الأمة بسبب الغلو في الرسول ﷺ من صنوف البدع التي شوهت معالم الدين عند أكثر المسلمين، فأردت أن أبين آثار الغلو على الدين اعتقادا، وتعبدا وسلوكا.
وقد رسمت خطة بحثي هذا على النحو التالي:
التمهيد: ويشتمل على ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: وسأتحدث فيه عن معنى النبوة والرسالة بإيجاز.
المبحث الثاني: عن بشرية الرسول ﷺ وسأبين أن كمال الرسول أن يكون بشرا رسولا.