Love of the Messenger Between Following and Innovation

Abdel Raouf Mohamed Othman d. Unknown
13

Love of the Messenger Between Following and Innovation

محبة الرسول بين الاتباع والابتداع

Publisher

رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد إدارة الطبع والترجمة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٤هـ

Publisher Location

الرياض

Genres

[المبحث الثاني بشرية الرسول ﷺ] المبحث الثاني بشرية الرسول ﷺ لقد شاء الله العليم الحكيم أن يكون رسله إلى الناس بشرا من جنس المرسل إليهم وبلسانهم ليبينوا لهم شرع ربهم، ولتقوم بهم الحجة على الناس، وتنقطع عنهم المعاذير، ويسهل عليهم اتباع رسلهم، والفهم عنهم، كما قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ﴾ [إبراهيم: ٤] (١) وقال تعالى: ﴿قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ﴾ [إبراهيم: ١١] (٢) . ويوضح الله بعض جوانب هذه البشرية فيقول سبحانه: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ﴾ [الفرقان: ٢٠] (٣) الآية. ولم يكن رسول الله ﷺ بدعا من الرسل بل كان بشرا كغيره من الأنبياء والرسل السابقين عليه. قال تعالى: ﴿قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾ [الأحقاف: ٩] (٤) وقال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ﴾ [الكهف: ١١٠] (٥) وهذا أبلغ تأكيد من الله على أن الرسول ﷺ بشر مثلنا له كل خصائص البشر وصفاتهم وهو مع ذلك مفضل بالوحي والرسالة.

(١) سورة إبراهيم، آية (٤) . (٢) سورة إبراهيم، آية (١١) . (٣) سورة الفرقان، آية (٢٠) . (٤) سورة الأحقاف، آية (٩) . (٥) سورة الكهف، آية (١١٠)، وسورة فصلت آية (٦) .

1 / 16