192

Al-naqd al-adabī wa-madārisuhu al-ḥadītha

النقد الأدبي ومدارسه الحديثة

Publisher

دار الثقافة-بيروت

Edition Number

الأولى

Publisher Location

لبنان

Genres

على قدم المساواة في السياسة؛ وفي الرابع يعد والت وتمان وجيمس وتكوم رايلي شاعرين أميركيين.
ولا تزال الطريقة ضربًا من التلفيق، قائمة على مبدأ: اقتبس وانثر ما تقتبسه، وهلم جرا. ونجد بروكس واعيًا لقيمة براندز وتين، ويقتبس منهما ما يستحسنه، ويعتبر كتابه اتباعًا لمنهجهما، ولكن عالمه الأدبي الواقعي الذي يقع تحت بصره إنما هو فوضى لا ضابط لها، تحكمها المصادفة والاتفاق. فمثلًا مر لوول عهد من الراديكالية لأن زوجه كانت تتوقد حماسة، وكان هو سهل الاستهواء، ثم انتهى ذلك العهد، لأن زوجه ماتت ولم يعد الإيحاء إليه سهلًا. وأما ملفل فإنه (لما كان ملاحًا) " أدرك في مقدمة السفينة المعنى التراجيدي للحياة " (لكن لِم لم يدركه دانا؟) (١) . وأشد ما يزعج بروكس، بعد أن كان فيما كتبه عن ويلز وتوين أديبًا واضحًا تمام الوضوح، هو ما جد على أسلوبه من غموض وما ران عليه من غشاوة، وعجزه عن أن ينفذ من حجب الإبهام، وأن يحدد ما يريد أن يقول. وتدليسه في الكتابة، حتى ليصعب على القارئ أن يعرف أين هو النص المقتبس والمنثور وأين هو كلام بروكس نفسه نصًا. إن إبهامًا مثيرًا ليحيط ببعض أقواله، فمن ذا الذي يستطيع أن يعين من هو الداعية إلى إلغاء الرق في بوسطن، الذي تلقى بالبريد أذن أحد الأرقاء إذا قرأ قوله: " وقد يتلقى المرء بالبريد ... الخ ". حقًا إن اهتمامه الأكبر منصرف نحو السيرة، ولكنها أصبحت؟ مع الأيام؟ سيرة تعجز عن أن تؤدي إلى نتائج أو تتمخض عن فأر ميت، كأن يقول مثلًا: لقد كان محتومًا على آدمز أن يكون ولوعًا بالفن؛ وإن آثار بو كانت تستمد وجودها من القلق المهيمن على حياته، وإن المبادئ السياسية عند موتلي

(١) المعروفون باسم " دانا " كثيرون، أما المعني هنا فهو رتشارد هنري دانا (الأصغر) ١٨١٥ - ١٨٧٢ الذي نذر أن يكرس كتابته في سبيل البحارة، ومن كتبه " صديق البحار " وفيه يعرف الملاحين حقوقهم وواجباتهم ويعد مرجعًا في مصطلحات البحر وعادات البحارة.

1 / 196