ارتدى بدلة الضابط على سبيل التجربة، فحدجته نور بدهشة، ولكنها لم تلبث أن قالت في توسل: كن حكيما، لم يعد في وسعي أن أفقدك!
فأشار إلى البدلة وهو يقول: عن حكمة صنعتها!
وتفحص صورته في المرآة بعناية، ثم قال ساخرا: أظن من المناسب أن أقنع برتبة صاغ.
ولكنها سمعت عن أسطورته في الليلة التالية مباشرة، ورأت عديدا من صوره في مجلة أسبوعية مع صاحب من صحابها العابرين، وانهارت أمامه في يأس قائلة: قتلت؟! يا مصيبتي! ألم أتوسل إليك؟
فلاطفها بيده قائلا: حدث ذلك قبل أن نلتقي!
فزاغ بصرها، وقالت في شك ويأس: أنت لا تحبني، أنا أعرف هذا، ولكن كان من الممكن أن نعيش معا حتى تحبني! - هذه الفرصة موجودة.
فقالت في يأس أرهب: لكنك قتلت، ما الفائدة؟
فابتسم في اطمئنان وثقة وقال: ما أسهل أن نهرب معا! - ماذا ننتظر؟ - حتى تهدأ الزوبعة.
فضربت الأرض بقدمها قائلة: سمعت أن الجنود يملئون مخارج القاهرة، كأنك أول قاتل!
الجرائد .. الحرب الخفية! .. ولكنه قال في هدوء مصطنع: سأهرب حين أقرر الهرب وسترين!
Unknown page