Limadha Taakhkhara Muslimun
لماذا تأخر المسلمون؟ ولماذا تقدم غيرهم؟
Genres
إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون .
24
ولنضرب مثلا ثالثا ونمسك بعده عن ضرب الأمثال؛ لأنها لا تعد ولا تحصى:
قام أهل الريف المغربي في وجه الدولة الإسبانية مدة بضع سنين إلى أن تغلبوا عليها وطردوا جيوشها بعد أن أبادوا منهم في واقعة واحدة 26 ألف جندي، وغنموا 170 مدفعا، مع أن جميع أهل الريف بقضهم وقضيضهم ثمان مئة ألف نسمة، وعدد أهالي إسبانية 22 مليون نسمة، وأراضي الريف أكثرها قاحل، والأهالي فيه فقراء يعيشون من كسب أيديهم، ولقد قاموا بعمل أدهش أهل الأرض بالطول والعرض.
فلو كان أهل الريف نصارى لانثالت عليهم الملايين من الجنيهات من كل الجهات؛ إما بطريقة خفية، وإما بواسطة جمعية الصليب الأحمر في سبيل مداواة جرحاهم.
فليقل لنا المسلمون كم جنيها قدموا للريف في ذلك الوقت؟!
ثم تألب الفرنسيس مع الإسبانيين وحشدوا لحرب الريفيين 300 ألف مقاتل وحصروا الريف من كل جانب من البر والبحر، وكانت طياراتهم القاذفة بالديناميت على قرى الريفيين تحصى بالمئات لا بالعشرات، ولم تكف طيارات الفرنسيس والإسبانيول حتى جاء سرب طيارات أميركية من نيويورك؛ نجدة لفرنسة وإسبانية (النصرانيتين على المسلمين؛ لأنهم مسلمون).
هذا كله والمسلمون ينظرون إلى حرب الريف مكتوفي الأيدي، ولبثوا مكتوفي الأيدي مدة سنة، وأخيرا نهض منهم أفراد لجمع شيء من أجل جرحى الريف، ولأجل بعث الحمية في الناس لم يكتف محرر هذه السطور بالكتابة، بل تبرع بأربعة جنيهات لأجل القدوة، فماذا كان مجموع تلك الإعانات من كل العالم الإسلامي؟ الجواب 1500 جنيه لا غير، فهل من خذلان بين المسلمين يفوق هذا الخذلان؟!
خيانة بعض المسلمين لدينهم ووطنهم واعتذارهم الباطل
ويا ليت المسلمين وقفوا عند هذا الحد في خذلان الريفيين، بل قامت منهم فئات يقاتلون الريفيين بأشد مما يقاتلون به الأجانب، وتألبت على محمد بن عبد الكريم قبائل وافرة العدد شديدة البأس؛ مالئوا الفرنسيس والإسبانيول على أبنائهم ملتهم ووطنهم؛ تزلفا إلى الفرنسيس والإسبانيول، وابتغاء الحظوة لديهم، وقد جرى مثل ذلك عندنا في سورية يوم الثورة على فرنسة، وجرى في بلاد إسلامية كثيرة،
Unknown page