Light and Darkness in the Light of the Book and the Sunnah
النور والظلمات في ضوء الكتاب والسنة
Publisher
مطبعة سفير
Publisher Location
الرياض
Genres
﵀ في تفسير هذه الآية: «واختلف العلماء في المعنى المراد بالظلمات والنور، فقال السدي، وقتادة، وجمهور المفسرين: المراد سواد الليل، وضياء النهار، وقال الحسن: الكفر، والإيمان، قلت: اللفظ يعمُّه» (١)، وقال السعدي ﵀: «فحَمِد نفسه على خلق السموات والأرض الدّالّة على كمال قدرته، وسَعَة علمه، ورحمته، وعموم حكمته، وانفراده بالخلق والتدبير، وعلى جعله الظلمات والنور، وذلك شامل للحسِّي من ذلك: كالليل والنهار، والشمس والقمر، والمعنوي: ظلمات: الجهل، والشك، والشرك، والمعصية، والغفلة، ونور العلم، والإيمان، واليقين، والطاعة، وهذا كله يدلّ دلالة قاطعة أنه تعالى هو المستحق للعبادة وإخلاص الدين له (٢).
٧ - وقال ﷾: ﴿أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ
مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾ (٣).
هذا مثل ضربه الله للمؤمن الذي كان ميتًا: أي في الضلالة حائرًا، فأحيا الله قلبه بالإيمان، وهداه له ووفقه لاتِّباع رسوله ﷺ (٤)، فقد كان ميِّت القلب بعدم روح العلم والهدى والإيمان، وبجهله بتوحيد الله وشرائع دينه، وتَرْكِهِ العمل لله بما يؤدي إلى نجاته، فأحياه الله بروح
_________
(١) الجامع لأحكام القرآن، ٦/ ٣٦١.
(٢) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ص٢١٢.
(٣) سورة الأنعام، الآية: ١٢٢.
(٤) انظر: تفسير القرآن العظيم، لابن كثير، ٢/ ١٦٣.
1 / 15