Lessons of Sheikh Ahmad Fareed

Ahmad Farid d. 1450 AH
20

Lessons of Sheikh Ahmad Fareed

دروس الشيخ أحمد فريد

Genres

حاجة العبد إلى الثبات على الدين فإذا كنز الناس الذهب والفضة فما هي وصية رسول الله ﷺ؟ وما الواجب على المؤمن أن يكنزه؟ قال: (فليكنز أحدكم هذه الكلمات: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد)، والثبات في الأمر أي: على الطاعة والتمسك بدين الله ﷿. وكان النبي ﷺ يكثر أن يقول: (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، يا مصرف القلوب والأبصار صرف قلبي على طاعتك) فينبغي على العبد أن يسأل الله ﷿ الثبات على الأمر، والأمر هو طاعة الله ﷿، والتمسك بدين الله ﷿. والعبد يحتاج إلى الثبات على الأمر في ثلاثة مواضع: وهو في الدنيا يحتاج أن يسأل ربه الثبات على الأمر حتى يداوم على طاعة الله ﷿. قال الله ﷿: ﴿يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ﴾ [الانشقاق:٦]. وقال الله ﷿: ﴿مَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ﴾ [العنكبوت:٥]. لم يدع الله ﷿ للمؤمن حدًا دون الموت: ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾ [الحجر:٩٩] فمن سار في طريق العبادة إلى الله ﷿ لا يقف، ولا يلتفت؛ لأنه لو فعل ذلك انقطع، فينبغي عليه أن يداوم على طاعة الله ﷿، وكان أحب العمل إلى رسول الله ﷺ أدومه وإن قل، أحب العمل إلى الله ﷿ أدومه وإن قل، وكان عمل رسول الله ﷺ ديمة، أي: إذا عمل شيئًا من الخير يداوم عليه، فالله ﷿ يحب أن يديم فضله، وأن يوالي إحسانه، فيحب من العبد أن يداوم على طاعة الله ﷿ حتى يدوم عليه الفضل من الله ﷿، وحتى لا ينقطع عنه الخير من الله ﷿. فيحتاج العبد إلى الثبات على الأمر وهو في الدنيا، قال الله ﷿: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا﴾ [فصلت:٣٠] قال بعض السلف: الذين قالوا: (ربنا الله) كثير، والذين استقاموا قليل. وكان الحسن إذا قرأ هذه الآية: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا﴾ [فصلت:٣٠] يقول: اللهم أنت ربنا فارزقنا الاستقامة. فالعبد يحتاج أن يتوكل على الله ﷿، ويحتاج معونة الله ﷿؛ حتى يستمر على الاستقامة، فكيف يأمن من أمره بيد غيره؟ ﴿فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا﴾ [المائدة:١٧] كم هلك مثلك؟ قال أبو الدرداء: ما أهون العباد على الله ﷿ إذا عصوه. وكان الحسن يكثر البكاء ويقول: أخاف أن يطرحني في النار ولا يبالي، أخاف أن يطرحني في النار ولا يبالي، أخاف أن يطرحني في النار ولا يبالي: ﴿فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا﴾ [المائدة:١٧]. فينبغي على العبد أن يداوم على طاعة الله ﷿، فهذا هو الثبات في الأمر، قال الله ﷿: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا * وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا﴾ [النساء:٦٦ - ٧٠]. فالعبد إذا فعل ما أمر الله ﷿ به وما أمر به رسوله ﷺ فهو على خير، قال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا﴾ [النساء:٦٦]، فالعبد إذا أطاع الله ﷿ ثبته الله ﷿ على طاعته، ومن أدخل أسباب الفتنة على نفسه أولًا لم ينج آخرًا وإن كان جاهلًا، فمن تهاون في تنفيذ أوامر الله ومن عصا الله ﷿ فقد أسباب الثبات. قال ﷿: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ﴾ [النساء:٦٦] أي: في الدنيا والآخرة، ﴿وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا﴾ [النساء:٦٦] على طاعة الله ﷿ وعلى طريق الله ﷿. وقال ﷿: ﴿وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى﴾ [مريم:٧٦]. وقال سبحانه: ﴿وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ﴾ [محمد:١٧]. فالله ﷿ يزيد أهل الإيمان إيمانًا إذا اجتهدوا في طاعة الله عز و

3 / 4