165

Lessons of Sheikh Ahmad Fareed

دروس الشيخ أحمد فريد

Genres

معية الله ﷿ لمن حفظه من حفظ حدود الله ﷿ وحفظ أوامره ونواهيه كان الله ﷿ معه، وهذه هي معية التأييد والنصرة والتسديد وإجابة الدعاء، وهي المعية الخاصة، كما قال النبي ﷺ لما قال له أبو بكر: (لو نظر أحدهم تحت قدميه لأبصرنا، فقال: ما ظنك باثنين الله ثالثهما). قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾ [النحل:١٢٨]. وكما قال ﷿ لهارون وموسى: ﴿إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى﴾ [طه:٤٦]، أي: بتأييدي ونصري وبسماع دعائكما. وهذه المعية الخاصة عباد الله! بخلاف المعية العامة: ﴿مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا﴾ [المجادلة:٧]، هذه هي المعية العامة عباد الله! فالجميع تحت سمع الله ﷿ وتحت بصره، وهذه المعية العامة عباد الله! تستوجب من العبد الحذر من الله ﷿ والخوف منه ومراقبته. أما معية التأييد والنصرة والتسديد فتستوجب من العبد أن يستغني بالله ﷿، وأن يتقوى ويستأنس بالله ﷿. يذكر أن أحد العلماء كان يجلس وحده ويكثر من الخلوة، فقيل له: ألا تستوحش وحدك؟ قال: كيف ذلك وهو يقول: أنا جليس من ذكرني؟ فهذه هي المعية الخاصة معية الأنس ومعية التأييد ومعية النصرة.

20 / 4