Lessons of Sheikh Abdul Karim Al-Khudair
دروس الشيخ عبد الكريم الخضير
Genres
الإيمان بالملائكة: هو الركن الثاني من أركان الإيمان، وجاء تاليًا للإيمان بالله -جل علا- في نصوص كثيرة ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلآئِكَتِهِ﴾ [(٢٨٥) سورة البقرة].
في الحديث السابق آنف الذكر جعل الإيمان بالملائكة بعد الإيمان بالله، والإيمان بهم من الإيمان بالغيب، الذي لا بد منه؛ لأن الشهادة والمشاهَد لا يطلب الإيمان به، لا ينكره إلا من في عقله خلل، والإيمان المجدي هو الإيمان بالغيب، وإذا نزلت العلامات علامات الموت وصار يقينًا لا تنفع نفسًا إيمانها، ولا تنفع التوبة عند الغرغرة إذا شاهد الملائكة جاءوا لقبض روحه لا ينتفع بإيمانه، ولذا لما آمن فرعون بعد أن رأى الموت عيانًا ﴿آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ﴾ [(٩١) سورة يونس] لا ينفع، وإذا طلعت الشمس من مغربها لا ينفع نفسًا إيمانها، وكذلك إذا خرجت الدابة أو الدجال صار الإيمان ليس غيبًا، صار شهادة، والمدح إنما يكون بالإيمان بالغيب ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ﴾ [(٣) سورة البقرة] أما الإيمان بالمشاهد والتصديق به لا يختلف فيه أحد، ولا يطلب من أحد أن يؤمن بمشاهد من حيث وجوده لا من حيث ما أتى به، النبي ﵊ يجب الإيمان به وهو مشاهد، لكن المراد الإيمان بما جاء به عن الله -جل وعلا-، ليس الإيمان بوجوده؛ لأنه لا ينكر وجوده أحدًا ممن يراه.
أصل كلمة الملائكة:
3 / 2