Lessons by Sheikh Saeed bin Misfir
دروس للشيخ سعيد بن مسفر
Genres
الصوم كفارة للمعاصي
من معاني الصوم: أن الصوم كفارة لجميع الذنوب الماضية، كما جاء في الصحيحين يقول ﵊: (من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه) ألست بحاجة إلى أن يغفر الله لك ما تقدم من ذنبك؟! وكم هي ذنوبنا! فوالله لو كانت للذنوب روائح ما جلس أحد بجوار شخص منا، فإننا مذنبون ذنوبًا كثيرة جدًا، وليس تواضعًا بل حقيقة، فَكِّر حتى في صلاتك، فبعضهم يصلي صلاة ذنب، أي: طاعاتنا أحيانًا تكون معصية؛ لأننا نمارسها بطريقة غافلة لاهية، بعيدة عن الخشوع وعن الخضوع لله ﷿، فالمعاصي والذنوب لو كان لها روائح لفرَّ الناس منا، ألا نريد أن يغفرها الله لنا أيها الإخوة؟ بلى والله كلنا نريد ذلك، وكيف تغفر؟ بصيام رمضان إيمانًا واحتسابًا.
قال العلماء: (إيمانًا) أي: تصديقًا وجزمًا أن هذا فريضة من فرائض الله و(احتسابًا): أي: طلبًا للأجر والمثوبة من عند الله، فتمارس الصيام وتتشوق إلى ممارسة هذه العبادة، لماذا؟ لأنك تحتسب أجرها عند الله، وتفرح بثوابها يوم لقاء الله؛ لأن الله ﷿ جعل الصوم له وجعل ثوابه عنده، يقول الله ﷿ في الحديث القدسي: (كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها، إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) والحديث صحيح، فعملك لك؛ فصلاتك وزكاتك يعطيك الله بعملك، وكل شيء، إلا الصوم فلا يعطيك الله بما عملت، وإنما يعطيك جزاءً من عنده من غير حساب؛ لأنه جزء من الصبر، والله يقول: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [الزمر:١٠].
فكيف يجزي ربنا عن الصوم؟ يجزي جزاءً عظيمًا يضاعفه لمن يشاء.
نسأل الله أن يجزينا وإياكم وإخواننا وآباءنا وأمهاتنا وجميع المسلمين جزاءً تقر به أعيننا، ندخل به الجنة وننجو به من النار.
هذه -أيها الإخوة- بعض معاني الصيام.
3 / 16