Lessons by Sheikh Muhammad Hassan Abd Al-Ghaffar

Muhammad Hassan Abdul Ghafar d. Unknown
109

Lessons by Sheikh Muhammad Hassan Abd Al-Ghaffar

دروس الشيخ محمد حسن عبد الغفار

Genres

الأحاديث الواردة في مسألة إسبال الإزار إن المسائل التي تتعلق بهذا الحديث العظيم ثلاث مسائل: المسألة الأولى: مسألة إسبال الإزار، وهذا معترك دامٍ لا بد أن نبينه ونجليه، حتى أن كثيرًا من الفقهاء يحملون المطلق على المقيد ويقولون: الإسبال المذموم فقط هو: الإسبال بخيلاء، ونحن سنفصل بإذن الله المسألة برمتها وأقوال الفقهاء فيها. فمن الأدلة التي يحتج بها الفريقان: الحديث الأول: قال النبي ﷺ (ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، منهم: المسبل إزاره)، وهذا مطلق لم يقيده بشيء. الحديث الثاني: ورد في الصحيحين قال النبي ﷺ: (من جر ثوبه خيلاء لا ينظر الله إليه يوم القيامة)، وهذا تقييد، فالأول: كان مسبلًا بإطلاق، والثاني: قيده بالخيلاء. الحديث الثالث: قول النبي ﷺ: (إزار المسلم إلى نصف الساق، ولا حرج) -رفع الحرج فيه دلالة على الجواز، والأصل في السنة أن يرتفع إلى نصف الساق- أو لا جناح فيما بينه وبين الكعبين. أي: إن كان بينه وبين الكعبين فلا حرج عليه، ثم قال: (من جر إزاره بطرًالم ينظر الله إليه)، وهناك حديث واحد يجمع هذه الأقسام الأربعة، وهو: (ما أسفل الكعبين ففي النار) فقسم النبي ﷺ طول القميص إلى أربعة أقسام: القسم الأول: السنة: إلى نصف الساق. القسم الثاني: الرخصة: وهو ما نزل من نصف الساق إلى الكعب. القسم الثالث: (من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه). القسم الرابع: ما كان إطلاقًا، وهو (ما أسفل الكعبين ففي النار). الحديث الرابع: قال النبي ﷺ كما في مسند أحمد: (الإسبال مخيلة). وهذا حديث ممتع، فهو يفصل لنا كل الأقوال، حتى لا يستطيع أحد أن ينازعنا في شيء، ويحمل على الإطلاق، سواء أسفل الكعبين أو فوق الكعبين. والحديث الخامس: قصة عبد الله بن عمر ﵁ وأرضاه عندما استأذن النبي ﷺ حين مر على بيته، فقال النبي ﷺ: (من؟ قال: عبد الله، قال: إن كنت عبدًا لله فارفع إزارك)، وكان قد أرخى إزاره تحت الكعبين. الحديث السادس: الذي يتغنى به من يقول: بأن المسألة خاصة بالخيلاء، وهو أن أبا بكر جاء إلى النبي ﷺ فقال: (يا رسول الله! إن إزاري يسترخي -يسقط- إلا أن أتعاهده، فقال له النبي ﷺ: لست منهم يا أبا بكر!)، أي: لست ممن يفعل ذلك خيلاء. الحديث السابع: قصة عمر بن الخطاب ﵁ وأرضاه حين صلى بالناس، فجاء أبو لؤلؤة المجوسي -عليه من الله ما يستحق- فطعن عمر بن الخطاب ﵁ وأرضاه، فأخذ عمر بيد عبد الرحمن بن عوف وجعله إمامًا، ولما أتم الصلاة استقبل بجنبه الأرض، فدخل رجل يمدح في أمير المؤمنين، فقال: تشهد الله إذا سألك على ذلك؟ قال: أشهد الله على ذلك، فلما ولى الرجل نظر عمر بن الخطاب إلى ثوبه فوجده تحت الكعبين، فقال: إلي بالرجل، فقال له: يا بني! ارفع ثوبك، أو قال: ارفع إزارك يكن مرضاة لربك، مطهرة لثوبك. وهذا الحديث سنحتج به على من يخالف القول: بأن المسألة على العموم.

12 / 4