Lessons by Sheikh Ibrahim Al-Dweesh
دروس للشيخ إبراهيم الدويش
Genres
تعظيم السلف الصالح لسنة النبي ﷺ
اسمعوا أيها الإخوة والأخوات! كيف كان تعظيمهم لسنة رسول الله ﷺ، واحترامها والأخذ بها والعمل بمقتضاها.
فهذا أبو بكر الصديق أفضل هذه الأمة بعد نبيها يقول: [لست تاركًا شيئًا كان رسول الله ﷺ يعمل به إلا عملت به، وإني لأخشى إن تركت شيئًا من أمره أن أزيغ] .
قال ابن بطة: هذا يا إخواني الصديق يتخوف على نفسه من الزيغ، إن هو خالف شيئًا من أمر نبيه ﷺ، فماذا عسى أن يكون من زمان أضحى أهله يستهزئون بنبيهم وأوامره، ويتباهون بمخالفته ويسخرون بسنته؟ هذا في زمانه، في زمان ابن بطة، فماذا نقول نحن أيضًا في زماننا والله المستعان! نسأل الله عصمةً من الزلل ونجاةً من سوء العمل.
لقد استلم عمر الحجر الأسود وقال: [والله إني لأقبلك وإني لأعلم أنك حجر وأنك لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله ﷺ قبلك ما قبلتك] كما في صحيح مسلم.
وقال علي بن أبي طالب: [لو كان الدين بالرأي لكان باطن الخفين أحق بالمسح من ظاهرهما، ولكن رأيت رسول الله ﷺ يمسح على ظاهرهما] .
وحدث ابن عمر ﵄ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (لا تمنعوا نساءكم المساجد إذا استأذنكم، فقال ابنه بلال بن عبد الله: والله لنمنعهن، قال: فأقبل عليه عبد الله فسبه سبًا سيئًا ما سمعته سبه مثله، وقال: أخبرك عن رسول الله وتقول: والله لنمنعهن) .
ورأى عبد الله بن مغفل ﵁ رجلًا يخذف بالحصى فنهاه وقال: (إن رسول الله ﷺ نهى عن الخذف، وقال: إنه لا يرد الصيد ولا ينكأ العدو، ولكنه يكسر السن ويفقأ العين، فرآه بعد ذلك يخذف، فقال: أحدثك عن رسول الله ﷺ ثم تخذف؟ والله لا أكلمك أبدًا) كما في الصحيحين.
وحدث ابن سيرين رجلًا بحديث عن النبي ﷺ فقال رجل: [قال فلان كذا، -يعني: كأنه معترض عن الحديث بقول فلان- فقال ابن سيرين: أحدثك عن النبي ﷺ وتقول قال: فلان وفلان كذا وكذا! والله لا أكلمك أبدًا] .
وقال أبو حنيفة: إذا صح الحديث فهو مذهبي، ولا يحل لأحد أن يقول بقولنا حتى يعلم من أين قلناه.
وقال مالك: إنما أنا بشر أخطئ وأصيب، فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه، وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه.
وقال أيضًا: السنة سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق.
وقال الشافعي: كل ما قلت وكان قول رسول ﷺ خلاف قولي مما يصح فحديث النبي ﷺ أولى ولا تقلدوني.
وروى أبو نُعيم في الحلية عن الشافعي ﵀: أنه أتاه رجل فسأله عن مسألة فقال: قضى رسول الله ﷺ بكذا وكذا، فقال الرجل للشافعي: ما تقول أنت؟ فقال الشافعي ﵀: سبحان الله! أتراني في كنيسة؟ تراني في بيعة؟ تراني على وسطي زنارًا؟ أقول: قضى رسول الله ﷺ كذا وكذا وأنت تقول لي: ما تقول أنت؟.
وقال أحمد بن حنبل: لا تقلدوني ولا تقلدوا مالكًا ولا الشافعي ولا الأوزاعي ولا الثوري وخذوا من حيث أخذوا.
وقال الأوزاعي رحمه الله تعالى: عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس، وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوا لك القول.
وقال أيضًا: إذا بلغك عن رسول الله ﷺ حديثًا فإياك أن تقول بغيره، فإن رسول الله ﷺ كان مبلغًا عن الله تعالى.
معاشر الإخوة والأخوات! إذًا فاعلموا أن المتابعة هي الاقتداء والتأسي بالنبي ﷺ في الاعتقادات، والأقوال، والأفعال، والتروك، بعمل مثل عمله على الوجه الذي عمله النبي ﷺ، من إيجاب أو ندب أو إباحة أو كراهة مع توفر القصد والإرادة في ذلك، إذ المراد باتباع الرسول ﷺ اتباعه في كل ما جاء به من أوامر ونواه في القرآن والسنة، لقوله ﷺ: (ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه) .
قال عطاء: [طاعة الرسول: اتباع الكتاب والسنة، وضد الاتباع المخالفة أو الابتداع] .
وكم هم أولئك الذين اليوم يخالفون سنة المصطفى ﷺ ويبتدعون.
2 / 12