Lessons by Sheikh Ibrahim Al-Dweesh
دروس للشيخ إبراهيم الدويش
Genres
الممازحة والمرح مع الأهل
ومن هذا ما أخرجه النسائي في كتابه عشرة النساء من حديث عائشة ﵂ قالت: (زارتنا سودة يومًا، فجلس الرسول ﷺ بيني وبينها إحدى رجليه في حجري والأخرى في حجرها، فعملتُ لها حريرةً أو قالت خزيرةً فقلت: كلي، فأبت، فقلت: لتأكلي أو لألطخن وجهك! فأبت؛ فأخذت من القصعة شيئًا فلطخت به وجهها فرفع رسول الله ﷺ رجله من حجرها لتستقيد مني، فأخذت من القصعة شيئًا فلطخت به وجهي، ورسول الله ﷺ يضحك، فإذا عمر يقول عند الباب: يا عبد الله بن عمر، يا عبد الله بن عمر، فقال لنا رسول الله ﷺ: قوما فاغسلا وجوهكما فلا أحسب عمر إلا داخلًا) .
وأيضًا أخرج النسائي في عشرة النساء من حديث عائشة ﵂، وعند ابن ماجة أيضًا في كتاب النكاح: (أنها كانت مع رسول الله ﷺ في سفر وهي جارية فقال لأصحابه: تقدموا، ثم قال: تعالي أسابقك، فسابقني فسبقته على رجلي، فلما كان بعد خرجت معه في سفر فقال لأصحابه: تقدموا، ثم قال: تعالي أسابقك، ونسيت الذي كان وقد حملت اللحم، فقلت: كيف أسابقك يا رسول الله! وأنا على هذه الحال؟! فقال: لتفعلن، فسابقته فسبقني فقال: هذه بتلك السبقة!) .
﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم:٤] .
وأيضًا أخرج البخاري ومسلم وغيرهما من حديث عائشة ﵂ قالت: (كنت أغتسل أنا ورسول الله ﷺ من إناء بيني وبينه تختلف أيدينا عليه فيبادرني حتى أقول: دع لي، دع لي، قالت: وهما جنبان) .
فالمزاح والمرح حتى أثناء الغسل من الجنابة، فينبغي للزوج أن ينمي في نفسه صفات الفكاهة والمرح في بعض الأحايين مع زوجه؛ لتقوية أواصر المحبة.
وعلي بن أبي طالب ﵁، يروى عنه أنه كان يمازح زوجه فدخل عليها يومًا من الأيام فوجد في فيها عودًا من أراك، فأراد أن يمازحها، فنظر إلى عود الأراك يخاطبه بهذين البيتين الجميلين فقال:
حظيت يا عود الأراك بثغرها أما خفت يا عود الأراك أراكا؟!
لو كنت من أهل القتال قتلتك ما فاز مني يا سواك سواكا!
وهذا يبين حالهم التي كانوا عليها مع أزواجهم رضوان الله عليهم، فلا بأس أن ينظم الزوج أوقاتًا خاصةً للمرح واللعب مع الزوجة، فهذه سنة تضفي على الحياة الزوجية البهجة والسعادة، وتقطع الروتين البغيض فيها.
وصدق الرسول ﷺ يوم أن قال لـ جابر -كما أسلفنا-: (ألا أخذتها بكرًا تلاعبها وتلاعبك؟!) .
5 / 21