Lectures on Christianity
محاضرات في النصرانية
Publisher
دار الفكر العربي
Edition Number
الثالثة ١٣٨١ هـ
Publication Year
١٩٦٦ م
Publisher Location
القاهرة
Genres
٣٧٧ أسقفًا وأصدروا القرار بتقديس صور المسيح والقديسين، لا بعبادتها، وجاء في هذا القرار: "إنا نحكم بأن توضع الصور ليس في الكنائس والأبنية المقدسة، والملابس الكهنوتية فقط، بل في البيوت، وعلى الجدران في الطرقات، لأننا إن أطلقنا مشاهدة ربنا يسوع المسيح ووالدته القديسة والرسل، وسائر القديسين في صورهم شعرنا بالميل الشديد إلى التفكير فيهم، والتكريم لهم، فيجب أن تؤدى التحية والإكرام لهذه الصور، لا العبادة التي لا تليق بالطبيعة الإلهية". هذا هو المجمع السابع قد وافق عليه عدد كبير من الكنائس فاعتبرته عامًا، وخالفته أخرى، فلم تعتبره كذلك.
انفصال الكنيسة الشرقية عن الغربية وسببه:
٩٤- ولننتقل بعد ذلك إلى المجمع الثامن، وهو أساس انفصال الكنائس الشرقية التي ترأسها كنيسة القسطنطينية عن الكنائس الغربية التي ترأسها كنيسة روما.
وقد علمت أن المجامع الماضية التي انفصلت بسببها فرق مسيحية كان أساس الخلاف فيها طبيعية المسيح، ولم يتعرض أحد للروح القدس، ومن أي شيء انبثق، حتى أثار بطريرك القسطنطينية كيف كان انبثاقه، فحكم بأن انبثاق الروح القدس كان من الأب وحده، فعارضه في ذلك بطريرك رومة قائلًا: "أن انبثاق الروح القدس كان من الأب والابن معًا، ولم يكن من أحدهما، وكل فريق عاضد رأيه بجمع قد جمعه، وكلاهما قد أعتبر هو ومشايعوه مجمعه عامًا ملزمًا للأخر" ومجمع الأخر خاصًا غير ملزم، وكل لعن الآخر وطرده، وأعتبره محرومًا مطرودًا من حظيرة المسيحية، كشأنهم عند كل اختلاف.
أعلن بطريرك القسطنطينية رأيه، وهو أن الروح القدس انبثق من الأب فقط، وفوق ذلك قد أولى هذا للبطريرك كرسيه من غير إرادة رئيس الكنيسة بروما، وبعد أن دس لسلفه ما أبعده عن كرسيه. فاجتمع في القسطنطينية مجمع بعد عزل البطريرك الذي ناوا روما سنة ٨٦٩، وأصدر قرارًا يتضمن البت في ثلاثة أمور:
أولها: كون انبثاق الروح القدس من الأب والابن.
1 / 145