Layla Thaniya Cashara
الليلة الثانية عشرة: أو ما شئت!
Genres
Dean ) عام 1961م بعنوان «شيكسبير: مقالات حديثة في النقد». كما سبق لي أن تحدثت عن تعريف فراي للكوميديا واعتباره المسرحية لونا من «انتصار الحياة»، وأضيف هنا قوله إن الكوميديا الشيكسبيرية تعبر عن هذا الانتصار بنقل الحدث «من الدنيا المعتادة «السوية» إلى الدنيا «الخضراء» ثم إعادته إلى موقعه الأول»، ويقصد بالدنيا «الخضراء» صورة أو رسما مثاليا للحياة، وقد يكون غابة، إذا كان بالمسرحية غابة، فإذا لم يكن بالمسرحية غابة كانت الخضرة «استعارية» أو رمزية، مثل بورشيا وضيعتها في بلمونت (في مسرحية «تاجر البندقية»)، وهكذا فإن «الليلة الثانية عشرة» «تقدم لنا مجتمعا احتفاليا يمثل دنيا دائمة الخضرة، لا مجرد خضراء» (من دراسة بعنوان «الحجة على أهمية الكوميديا» عام 1949م).
ولكن فراي عاد في الكتاب الذي أشرنا إليه آنفا وصدر عام 1965م فقال إن الأهمية الرمزية لا تكمن في المجتمع الاحتفالي بل في البحر الذي تخرج منه فيولا وسباستيان، وهو يتفق بذلك مع ج. ويلسون نايت الذي يؤكد أنهما يخرجان من البحر باعتبارهما كائنين غريبين غامضين، وإذا بهما يعيدان المجتمع إلى الحياة الحقة.
ولكن ذلك لا يعني أن القرن العشرين قد تخلى تماما عن النظرة التقليدية للمسرحية باعتبارها من ملاهي شيكسبير السعيدة، على نحو ما وصفها جون دوفر ويلسون (1962م)، وكما أوردت في وصفي لها في القسم الثاني من المقدمة. فالواقع أن معظم قراء المسرحية ومشاهديها سوف يوافقونه ويوافقونني على ذلك، مهما تعددت وجهات النظر المعارضة. كما تميز القرن العشرون بإبداء اهتمام بالغ بفن الصنعة الدرامية عند شيكسبير، وخصوصا التورية الدرامية الساخرة، وهي التي يوليها برتراند إيفانز اهتماما بالغا في كتابه عن كوميديات شيكسبير، كما سار على الدرب نفسه اثنان من أعظم نقاد شيكسبير هما: ل. ج. سالينجر (
L. G. Salinger ) وهارولد جنكنز (
Harold Jenkins ).
ولا أظن أنني بحاجة إلى أن أزيد من ذكر الآراء التي تدور في الأفلاك نفسها، فلقد اقتصرت على أهم النقاد وأبعدهم تأثيرا، وأعتقد أن الصورة الآن قد اكتملت، ولن يفيد القارئ العربي المزيد من الإطالة، فإذا صادف إشارة إلى شيء خارج نطاق ثقافتنا العربية المعاصرة، وربما يكون مستقى من الحياة في عصر شيكسبير، فله أن يرجع إلى الحواشي التي أورد فيها شرح ما قد يلتبس فهمه بسبب ذلك، وإن كنت قد بذلت جهدا كبيرا في جعل النص قائما بذاته شارحا لنفسه.
الليلة الثانية عشرة
شخصيات المسرحية
أورسينو
1
Unknown page