المقهوي :
والقبر مفتوح وله في كل ليلة ضحية.
الفتى :
ورجعت بالسيف والجلباب والجنبية.
صوت (ضاحكا) :
إن كنت أنت الطاهش فأين هي الضحية؟
أصوات :
سبحانه جل علاه .. له معجزات في البرية (يضحكون ثم يغرقون في الصمت).
المقهوي (يحاول أن يضحك، يزم شفتيه ويمسح دموعه من على ذقنه ويواصل حديثه) :
رجعت بالثياب والحزام والجنبية، وحملت الكيس الجلدي على ظهري. زوجتي كانت تنتظر في الشرفة وابنتي في جحيم الحمى لاهثة مرتجفة، وضعت الأشياء في الصندوق، صندوق عرسي القديم الذي ترونه وراءكم، بعد أيام وليال تقلبت فيها على الجمر أخرجتها وعلقتها على السقف والجدار، قلت ربما يتعرف عليها أحد المسافرين، ربما يظهر أبوه أو قريبه أو صاحبه أو جاره، ومرت الأيام ولم يظهر أحد، ومرت العيون على الثياب والآثار فلم يطرف جفن، قلت: لا بد أن أباه قد مات، ألم يقل الفتى إنه على فراش المرض، الرجل الصالح شيبة مثلي، لا يعرف سر الأعمار إلا واهب الأقدار.
Unknown page