فأجاب بنبرة مليئة بالثقة: كل خير يا معلم، لك الأمان حتى آخر العمر.
فشد على ذراعه، وقال: موفق بإذن الله، هل قابلك المعلم جليل؟ - كلا بعد .. أردت أن أبدأ بالرأس. - إليك ألف دينار حلالا لك.
فقال بهدوء: بل عشرة آلاف يا معلم.
قطب حسن مذهولا، وتساءل: ماذا قلت؟ - عشرة آلاف دينار! - لكنها ثروة ينوء بها أكرم الأغنياء؟
فقال بالهدوء نفسه: هي قطرة من بحرك، وحياتك لا تقدر بمال قارون نفسه. - اقتنع بخمسة آلاف، وسوف يتمها جليل البزاز عشرا! - لن أفرط في درهم منها.
لاذ حسن بالصمت مليا، ثم قام متثاقلا، فغاب قليلا، ثم رجع بالآلاف المطلوبة، وهو يتمتم: لا رحمة لك.
فأقبل يدسها في جيبه وهو يقول محتجا: سامحك الله، ألم أنقذ أعناقكم من سيف شبيب رامة؟! - لكن طمعك أفتك من سيفه.
فتجاهل تعليقه قائلا: بفضل الله سيصير عجر من الأعيان ويستثمر أمواله مع الأفذاذ من أمثال المعلم سحلول .. بذلك يصير أهلا لتحقيق أحلامه الحقيقية.
فتساءل بسخرية خفية ينفس بها عن حقده: وما أحلامك الحقيقية؟
فقال بهدوء وجرأة مذهلة: أن أطلب شرف القرب منكم في يد أختكم المصونة.
Unknown page