واستأذنت القهرمانة مرجان في الدخول .. قدمت لشهرزاد رسالة وهي تقول بخوف: اختفت سيدتي دنيازاد تاركة هذه الرسالة.
قرأت شهرزاد الكلمات الآتية: عفوا يا مولاي السلطان.
لا قبل لي بعصيان أمرك بالزواج من كرم الأصيل، ولا طاقة بي للزواج منه، فاخترت أن أقضي على نفسي والله غفور رحيم.
شهقت الأم وأغمي عليها.
25
راح المنادون يذيعون الحلم العجيب ويدعون العاشقين للتلاقي في رحاب السلطان .. في ذات الوقت تلقى السلطان نبأ انتحار دنيازاد بالحزن والسخط، وأصدر أمره بالعثور على جثتها في أي موضع من الأرض .. وغضب كرم الأصيل غضبا شديدا دعاه إلى الاعتكاف بعيدا عن شماتة الشامتين وسخرية الساخرين، فلم يكن يغادر داره إلا عند انتصاف الليل .. أما يوسف الطاهر - حاكم الحي - فقد تلقى الخبر في دفقة امتزج فيها السرور بالحزن العميق .. سر بتحرر دنيازاد من قبضة الرجل القرد، ولكنه حزن بعمق على موت الفتاة التي تمناها لنفسه، والتي من أجلها فكر جادا في تدبير مؤامرة لاغتيال كرم الأصيل.
26
كان المجنون يتأمل في ظلمة الليل تحت النخلة عندما انتبه إلى شبح يقترب على ضوء النجوم .. سمع صوت أنثى يحييه، وتقول: باسم الله أسألك أن ترشدني إلى سفينة تبعدني عن المدينة.
فسألها برقة: أتهربين من فعل يغضب الله؟
فقالت بحرارة: ما أغضبت الله في حياتي قط.
Unknown page