فقال دندان بإشفاق: الشر والخير كالليل والنهار. - والعفاريت؟! - أمام النطع يختلق المجرم ما يستطيع.
فقال بهدوء: ولكني أتذكر حكايات شهرزاد!
فخفق قلب دندان، وقال: لا بد أن يلقى القاتل جزاءه. - الحق أني أوشكت أن أكتفي بسجن جمصة البلطي!
ثم بحنق: ولكني أعدمته جزاء وقاحته في مخاطبتي.
قال دندان لنفسه: إن مولاه لم يتغير منه إلا سطحه، ولكنه قال: على أي حال نال الشقي جزاءه.
فقال بحدة: ونلت نصيبي من الكآبة. - مولاي، لعلها وعكة طارئة. - بل حال من الأحوال، وهل حدثتني حكايات شهرزاد إلا حديث الموت؟!
فقال الوزير بجزع: الموت! - أمم تلتهمها أمم، يطرق بابها في النهاية طارق مصمم واحد هو هازم اللذات! - إنها مشيئة الله، أطال بقاءك.
فقال بصوت محايد: القلوب أسرار، والكآبة ماكرة، وقد تداوى الملوك السابقون في الليل بالتجوال وتفقد الأحوال.
فقال دندان مستمسكا بطوق النجاة: التجوال وتفقد الأحوال، يا له من إلهام!
وقال لنفسه: «كائن لا حدود لقوته، قد يتكشف عن زهرة أو يتمخض عن زلزال.»
Unknown page