وذات ليلة وسحلول يخوض الظلام متمهلا اعترضه قمقام وسنجام فتبادلوا تحية مقدسة، وقال قمقام: انظر إلى العبث يعصف بالمدينة.
فقال سحلول: لقد عشت ملايين من السنين فما يدهشني شيء.
فقال سنجام: ستقبض أرواحهم ذات يوم وهي تنز إثما. - وقد تسبق التوبة حلول الأجل. - لماذا لا يسمح لنا بمساندة الضعفاء؟
فقال سحلول بوضوح: وهبهم الله ما هو خير منكم؛ العقل والروح!
7
مضى حسام الفقي ثملا مترنحا إلى الدار الحمراء وطرق الباب الكبير .. فاضت كأس جنونه فساقته إلى باب النجاة، ولكن لم يفتح له أحد، فصاح في الليل غاضبا: افتح يا مفتح الأبواب.
ولكن لم يكترث بندائه أحد، فانزوى تحت السور في قهر وعناد .. وما لبث أن رأى شبحا قادما حتى رأى وجهه تحت ضوء المصباح المعلق، فعرف فيه رئيسه القديم يوسف الطاهر فاشتعل بيقظة غاضبة .. طرق الرجل الباب فسرعان ما فتح له .. اندفع حسام الفقي في أثره، ولكن العبد اعترض سبيله قائلا: معذرة يا معلم حسام.
فلطمه على وجهه بحنق، فقال له يوسف الطاهر برقة: أفق، واسلك كما يليق بك.
فتساءل بغلظة: ضاع المال والدين فماذا يبقى لي؟
تحول عنه ليمضي في سبيله، ولكن الآخر وثب عليه كنمر وطعنه في قلبه بخنجر مسموم .. عند ذاك صرخ العبد صرخة أفزعت النيام.
Unknown page