============================================================
لطائف المنن غرضا لسهام القضاء، فإن ثبت لها فهو صابر، والصبر ثبات القلب بين يدى الرب، قال ( من أعطى فشكر وابتلى فصبر وظلم فغفر وعمل فاستغفر أولئك لهم الأمن وهم مهتدون) (1) اى: لهم الأمن فى الآخرة وهم مهتدون فى الدنيا .
وقال ي: الناس على قسمين: قوم وصلوا بكرامة الله إلى طاعة الله، وقوم وصلوا بطاعة الله إلى كرامة الله، قال الله يجتبى إليه من يشاء ويهرى إليه من ينيب (2) ومعنى كلام الشيخ هذا أن من التاس من حرك الله همته لطلب الوصول إليه فصار يطوى مهما نقسه ويسبدأ طبعه إلى آن وصل إلى حضرة ربسه يصدق على هسذا قوله والذين جاهدوا فينا لنهدينهم بلنا(3).
ومن الناس من فجأته عناية الله من غير طلب ولا استعداد، ويشهد لذلك قوله تعالى يختص برحمته من يشاء) (4) والأول: حال السالكين، والثانى: حال المجذويين، فمن كان مبدؤه العاملة فنهايته المواصلة، ومن كان مبدؤه المواصلة رد إلى وجود المعاملة، ولا تظن أن المجذوب لا طريق له بل له طريق طوتها عتاية الله فسلكها مسرعا إلى الله عجلا، وكثيرا ما تسمع عند مراجعات المنتسبين للطريق أن السالك أتم من المجذوب لأن السالك عرف الطريق وتوصل إليه، والمجنوب ليس كذلك، وهذا بناء منهم على أن المجذوب لا طريق له، وليس الأمر كما زعموا، فإن المجذوب طويت له الطريق ولم تطو عنه، ومن طويت له الطريق لم تفته ولم تغب عنه، وانما فاته متاعبها وطول أمدما، والمجذوب كمن طويت له الأرض إلى مكة، والسالك كالسائر إليها على اكوار المطايا وقال ب: العارف لا دنيا له لأن دنياه لآخرته، وآخرته لريه وقال ظين: الزاهد جاء من الدنيا إلى الآخرة، والعارف جاء من الآخرة إلى الدنيا .
وقال ف: الزاهد غريب فى الدنيا لأن الآخرة وطنه، والعارف غريب فى الآخرة فإنه عند الله، فإن قلت ما معنى الغربة فى كلام الشيخ هذا؟ وما معناها فى الحديث الوارد ( بدا الدين غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء) فاعلم أن الغربة المذكورة فى الحديث معناها قلة من يعين على القيام بالحق فيكون القائم به غريبا لفقدان المباعدة وعدم (1) انظر العجم الكبير (138/7) رقم (2613) من حديث قبرة يزيادة فى لفظه (ثم مكت فقالوا: ها رول الله ما 4 قال: أولنك لهم الأمن وهم ميتدون) وانظر فتح البارى شرح صحيح البنارى لابن حجر المقلانى (110/10) رقم ( 0) 531) وقال ابن حبر: آخرجه الطبرانى بند حسن 1 (الشورى: 13) (3) (العنكبوت: 19) 1(اليقرة: 105)
Page 126