============================================================
مكتبة القاهرة لله، وأن توقد نار عظيمة فكان أن يقع فيها خير له من أن يشرك بالله ) (2. وقد جاء في الحديث أيضا قال: قال ( المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ) (2) وفى كل خير، وقد قال الله سبحانه ( أولثك هم المؤمنون حقا(2.
وهما صنفان عباد بالله على التصديق والإذعان، وعباد آمنوا بالله على الشهور والعيان، وهذا الإيمان الثانى تارة يسمى إيمانا وتارة يسعى يقينا، لأنه إيمان انبسطت انواره وظهرت آثاره واستكن فى القلب عموده، ودوام السر شهوده، وعنه يكون خالص الولاية، كما أن عن القسم الآخر يكون ظاهر الولاية وليس يستوى إيمان مؤمن يغلب الهوى وايمان مؤمن يغلبه الهوى، ولا إيمان مؤمن تعرض له العوارض فيدفعها بايمانه كايمان مؤمن غسل قلبه من العوارض، فلا ترد عليه لشهوده وعيانه، ولأجل هذا ما اختلف أهل الطريق فى عيدين أحدهما: يرد عليه خاطر الذنب فيجاهد نفسه حتى يذهب ذلك عنه، والآخر: لا يخطر له هذا الخاطر أصلا، أيهما أتم.
والذى لا نشك فيه تفضيل هذا القسم الثانى، فإنه أقرب أحوال أهل العرفة، والأول هو حال أهل المجاهدة، ولأنه لا يكون القلب على هذه الصفة إلا والنور قد ملأ زواياه فلأجل ذلك لم يجد خاطر الذنب مساعا الفائدة الخامسة: مطالبة رسول الله لحارثة بإقامة البرهان على ما أثبته لنفسه، يفيدك ذلك أنه ليس كل من ادعى دعوى سلمت له، وقد قال الله سبحانه وتعالى ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين)() فعوازين الحقئق شاهدة للعيان أو عليها، وقد قال سبحانه ( وأقيموا الوزن بالقسط )(2) فمن ادعى حالا مع الله أقيم عليه ميزانها، فإن شهد له سلمنا له والا فلا، وإن كانت الدنيا على خسارة قدرها عند الله لا تسلم لك إلا ببينة تقيمها، فمن الأحرى أن لا تسلم لك مراتب الموقنين حتى يثبتها لك برهان وتسلمها لك حقيقة (1) محيح: أحرجه ملم في صحيحه ، وأحمد في سنده (103/3) وابن حجر فى الفتح (60/1) وأبو نعيم فى الحلية 1،(1/ 27) وعبد الرازق في الصنف (20220) والهيثبى في مجمع الزواند (55/1) .
(1) أخرجه بن حجر قى الفتح (227/13) والطبرانى فى الكبير (304/17).
(3) (الأنقال:)) 13 و الرحمن:)
Page 111