وفاته:
توفي ابن رجب سنة ٧٩٥ هـ رابع شهر رمضان، وقيل في رجب، بأرض الخميرية ببستان كان استأجره، وصلي عليه من الغد، ودفن بالباب الصغير جوار قبر الشيخ الفقيه الزاهد أبي الفرج عبد الواحد بن محمد الشيرازي، ثم المقدسي، الدمشقي، المتوفى سنة ٤٨٦ هـ، وهو ناشر مذهب الإمام أحمد بن حنبل ببيت المقدس ثم بدمشق.
وفي قصة وفاته ما يدل على زهده وانتظاره الموت، قال ابن ناصر الدين الدمشقي (^١): لقد حدثني من حفر لحد ابن رجب أنّ الشيخ زين الدين بن رجب جاءه قبل أن يموت بأيام، قال: فقال لي: احفر لي هنا لحدًا، وأشار إلى البقعة التي دفن فيها، قال: فحفرت له، فلما فرغ نزل في القبر، واضطجع فيه فأعجبه، وقال: هذا جيد، ثم خرج.
قال: فوالله ما شعرت به بعد أيام إلا وقد أتي به ميتًا محمولًا في نعشه، فوضعته في ذلك اللحد وواريته فيه.
مؤلفاته:
كان لابن رجب مشاركة قوية في عدد من الفنون، وفي مقدمتها: الفقه والحديث والتاريخ والمواعظ، وترك لنا مؤلفات عديدة تشهد على تقدمه وإمامته، وقد سلم أكثرها من الضياع، وطبع عدد كبير منها واشتهر بين الناس، ولعل ذلك يدل على إخلاصه للعلم ﵀. وسأذكر ما وصل إليَّ علمه منها مرتبة حسب الحروف.
١ - أحكام الخواتيم وما يتعلق بها. منه نسخة خطية في دار الكتب المصرية رقم (٢٣٧٩٤ ب)، وفي برلين رقم (٩٦٩٠). وقد طبع في بيروت وأعيد طبعه سنة ١٩٨٧ بتحقيق عبد الله القاضي.
٢ - اختيار الأبرار. مخطوطة في برلين رقم (١٦٩٠).
٣ - اختيار الأوْلى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى. طبع في مصر سنة ١٣٥٣ هـ وفي بيروت بتحقيق حسين الجمل سنة ١٩٨٧ م. وطبع في الكويت بتحقيق جاسم الفهيد الدوسري.
_________
(^١) الرد الوافر ص ١٠٧.
1 / 13