108

Lataif Macarif

لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف

Investigator

ياسين محمد السواس

Publisher

دار ابن كثير

Edition Number

الخامسة

Publication Year

1420 AH

Publisher Location

بيروت

Genres

Sufism
وقوله ﷺ في حديث علي: "ويتُوبُ فيه على آخرِينَ" حَثَّ للنَّاسِ على تجديدِ التوبةِ النَّصُوحِ في يوم عاشوراءَ، وترجِيَةٌ لِقَبُولِ التوبةِ مِمَّن تابَ فيه إلى الله ﷿ مِن ذنوبه، [تابَ الله عليه] (^١)، كما تابَ فيه على مَن قبلَهم. وقد قال الله تعالى عن آدَم: ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (٣٧)﴾ (^٢). وأخبَرَ عنه وعن زَوْجِه (^٣) أنهما قالا: ﴿قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٢٣)﴾ (^٤). كتب عُمَرُ بن عبد العزيز إلى الأمصار كتابًا وقال فيه: قولوا كما قال أبوكم آدم ﵇: ﴿قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٢٣)﴾ (^٤). وقولوا كما قال نُوحٌ: ﴿وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٤٧)﴾ (^٥). وقولوا كما قالَ موسى: ﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي﴾ (^٦). وقولوا كما قال ذو النون (^٧): ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ (^٨). اعترافُ المُذنِب بذنبِه مَع النَّدَم عليه توبةٌ مقبولةٌ. قال الله ﷿: ﴿وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ﴾ (^٩)، وقال النبي ﷺ: "إنّ العَبْدَ إذا اعترَفَ بذنبِهِ ثمَّ تابَ تابَ الله عليه" (^١٠). وفي دعاء الاستفتاحِ الذي كان النبي ﷺ يستفتحُ به: "اللهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إلَه

(^١) ما بينهما لم يرد في ش، ع. (^٢) سورة البقرة الآية ٣٧. وبعدها في نسخة ع ما نصه "الكلمات. سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت، عملت سوءًا، وظلمت نفسي فتب عليَّ، إنك أنت التوَّاب الرحيم". (^٣) في آ، ع "زوجته". (^٤) سورة الأعراف الآية ٢٣. (^٥) سورة هود الآية ٤٧. (^٦) سورة القصص الآية ١٦. (^٧) هو يونس بن متى ﵇، صاحب الحوت. والنون: الحوت، نسب إليه لأنه ابتلعه. وفي سنن أبي داود، عن سعد بن أبي وقاص، عن النبي ﷺ، قال: "دعاء ذي النون في بطن الحوت: ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾، لم يدع به رجل مسلم في شيء قط إلا استجيب له". (تفسير القرطبي ١١/ ٣٣٤). (^٨) سورة الأنبياء الآية ٨٧. (^٩) سورة التوبة الآية ١٠٢. (^١٠) متفق عليه، رواه البخاري ٥/ ٢٥٥، ومسلم رقم (٢٧٧٠) (٥٦) في التوبة، باب حديث الإفك وقبول توبة القاذف.

1 / 115