فهذا زمان قرب منه قيام يوم القيام واقترب ظهور الإمام المهدي، محمد بن عبد الله، إمام آخر الزمان، وما أدراكم لعله يظهر في هذه المئة ويخرج في عصره الدجال، وخروجه وقعة داهية شديد الامتحان، ما مضى نبي من الأنبياء إلا أنذر قومه من فتنته، وداوم النبي صلى الله عليه وسلم على التعوذ من فتنته في صلاته، وأخبرنا عن أحواله وعلاماته، وأنه يخرج من نواحي خراسان، يتبعه جم غفير من يهود أصبهان عليهم الأردية والطيلسان، ويدعي الربوبية، وتصدر عنه خوارق العادات امتحانا للأنس والجان، فيأمر السحاب أن يمطر فيمطروا الأرض، يزرع فيخضر، معه جنة ونار، من كفر به أدخله ناره وهو الجنة، ومن آمن به أدخله جنته وهو النيران، عن شماله ويمينه ملكان، فيقول للناس: أتؤمنون إن شهد بربوبيتي الملكان، فيقولون: نعم، فيقول: ألست بربكم؟ فيقول ملك اليمين: كذبت، ولا يسمعه الناس، ويقول ملك الشمال لملك اليمين: صدقت، ويسمعه الناس فيظنون أنه صدق الدجال، فيؤمنون به، فياله من خسران، يسبح في الأرض سبحا ويسير المشارق والمغارب في أربعين يوما، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وباقي الأيام كأيامكم إلى أن ينزل سيدنا عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام فيقتله، وينجي من بلائه أهل الإيمان، فعند ذلك يكون الدين كله لله يرفع الجزية ويقتل الخنزير، ويكسر الصليب، ولا يقبل إلا الإيمان، وقد أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم على ما ورد عنه بالسند المحكم أن من أدركه منكم فليبلغ سلامي عليه، وكذلك أوصى أبو هريرة رضي الله عنه من أجلة الصحابة أن يبلغ سلامه إليه فاحفظوا هذه الوصية، وبلغوها إلى أولادكم ومن يخلفكم، فمن بقي إلى زمانه وأدرك أوانه فليبلغ سلام نبينا صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبي هريرة إلى سيدنا عيسى على نبينا وعليه صلاة الرحمن.
وقولوا من خشوع القلب وصدق اللسان: اللهم يا رحمن يا منان يا أرحم الراحمين يا عميم الغفران، اغفر لنا وارحمنا ولا تهلكنا بذنوبنا، ونجنا من البلاء والخسران.
والحمد لله الرب الكريم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {الرحمن، علم القرءان، خلق الإنسان، علمه البيان}(1).
الخطبة الأولى للجمعة الرابعة من صفر يذكر فيها قدوم الحجاج
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الكريم التواب، مسبب الأسباب، ومفتح الأبواب، الذي اصطفى لجنته عبادا، وعهد مواسم وأأعيادا لقربهم من ذلك الجناب، نحمده حمدا على أن جعل البيت العتيق قبلة للأنام، ونادى بلسان خليله في الناس بالحج، فأجابوه من كل مرمى سحيق، ووعد لهم جزيل النعم وأحسن الثواب.
ونشكره على أن سهل لهم الطريق فتركوا الأولاد والأحفاد، وصلوا إليه من كل فج عميق، ونالوا حسن مآب.
Page 32